فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

{ كلا } !  لن يدركونا فقد جاءنا الوعد الصدق من ربنا : ) . . إنني معكما أسمع وأرى( {[2678]} .

) . . فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون( {[2679]} لكن كيف نكون لنا الغلبة ؟ وكيف يأتينا النصر ؟ فهذا من تدبير وتقرير العزيز العليم ، { إن معي ربي سيهدين } . سيهدين- قريبا إلى ما فيه نجاتكم منهم ونصركم عليهم ، ولم يشركهم عليه السلام في المعية والهداية إخراجا للكلام على حسب ما أشاروا إليه في قولهم : { إنا لمدركون }من طلب التدبير منه عليه السلام . . . . . . وقيل : قدم المعية هنا وأخرت في قوله تعالى : ) . . إن الله معنا . . . ( {[2680]} لأن المخاطب هنا بنو إسرائيل وهم أنبياء يعرفون الله عز وجل بعد النظر والسماع من موسى عليه السلام ، والمخاطب هناك الصديق رضي الله تعالى عنه ، وهو ممن يرى الله تعالى قبل كل شيء ، ولاختلاف المقام نظم نبينا صلى الله عليه وسلم صاحبه معه في المعية . . -{[2681]}


[2678]:سورة طه. من الآية 46.
[2679]:سورة القصص.من الآية 35.
[2680]:سورة التوبة من الآية 40.
[2681]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.