معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (41)

{ على أن نبدل خيراً منهم } على أن نخلق أمثل منهم وأطوع لله . { وما نحن بمسبوقين . }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (41)

{ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } أي : ما أحد يسبقنا ويفوتنا ويعجزنا إذا أردنا أن نعيده . فإذا تقرر البعث والجزاء ، واستمروا على تكذيبهم ، وعدم انقيادهم لآيات الله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (41)

واستطرادا في تهوين أمرهم ، وتصغير شأنهم ، وتنكيس كبريائهم ، يقرر أن الله قادر على أن يخلق خيرا منهم ، وأنهم لا يعجزونه فيذهبون دون ما يستحقون من جزاء أليم :

( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون ، على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين ) .

والأمر ليس في حاجة إلى قسم . ولكن التلويح بذكر المشارق والمغارب ، يوحي بعظمة الخالق . والمشارق والمغارب قد تعني مشارق النجوم الكثيرة ومغاربها في هذا الكون الفسيح . كما أنها قد تعني المشارق والمغارب المتوالية على بقاع الأرض . وهي تتوالى في كل لحظة . ففي كل لحظة أثناء دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس يطلع مشرق ويختفي مغرب . . .

وأيا كان مدلول المشارق والمغارب ، فهو يوحي إلى القلب بضخامة هذا الوجود ، وبعظمة الخالق لهذا الوجود . فهل يحتاج أمر أولئك المخلوقين مما يعلمون إلى قسم برب المشارق والمغارب ، على أنه - سبحانه - قادر على أن يخلق خيرا منهم ، وأنهم لا يسبقونه ولا يفوتونه ولا يهربون من مصيرهم المحتوم ? ! .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (41)

وأقسم الله تعالى في هذه الآية بمخلوقاته على إيجاب قدرته على أن يبدل خيراً من ذلك العالم ، وأنه لا يسبقه شيء إلى إرادته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ} (41)

وقوله : { على أن نبدل خيراً منهم } يحتمل معنيين : أولهما وهو المناسب للسياق أن يكون المعنى على أن نبدلهم خيراً منهم ، أي نبدل ذواتهم خلقاً خيراً من خلْقهم الذي هم عليه اليوم . والخيرية في الإِتقان والسرعة ونحوهما وإنما كان خلقاً أتقن من النشأة الأولى لأنه خلق مناسب لعالم الخلود ، وكان الخلْق الأول مناسباً لعالم التغير والفناء ، وعلى هذا الوجه يكون { نُبدِّلَ } مضمناً معنى : نعوّض ، ويكون المفعول الأول ل { نبدل } ضميراً مثل ضمير { منهم } أي نبدلهم والمفعولُ الثاني { خيراً منهم } .

و ( مِن ) تفضيلية ، أي خيراً في الخلقة ، والتفضيلُ باعتبار اختلاف زمانَي الخلْق الأول والخلق الثاني ، أو اختلاففِ عالميهما .

والمعنى الثاني : أنْ نبدل هؤلاء بخير منهم ، أي بأمَّة خير منهم ، والخيرية في الإيمان ، فيكون { نبدل } على أصل معناه ، ويكون مفعوله محذوفاً مثل ما في المعنى الأول ، ويكون { خيراً } منصوباً على نزع الخافض وهو باء البدلية كقوله تعالى : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } [ البقرة : 61 ] ، ويكون هذا تهديداً لهم بأنْ سيستأصلهم ويأتيَ بقوم آخرين كما قال تعالى : { إن يشا يذهبكم ويأتتِ بخلق جديد } [ فاطر : 16 ] وقوله : { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } [ محمد : 38 ] .

وفي هذا تثبيت للنبيء صلى الله عليه وسلم وتذكير بأن الله عالم بحالهم .

وذيل بقوله : { وما نحن بمسبوقين ، } والمسبوق مستعار للمغلوب عن أمره ، شبه بالمسبوق في الحلبة ، أو بالمسبوق في السير ، وقد تقدم في قوله تعالى : { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون } [ العنكبوت : 4 ] ، ومنه قول مرة بن عَدَّاء الفقعسي :

كأنكَ لم تُسبَق من الدهر مرة *** إذا أنت أدركتَ الذي كنتَ تطلُب

يريد : كأنك لم تُغلب إذا تداركت أمرك وأدركت طلبتك .

و { على أن نبدل خيراً منهم } مُتعلق ب { مسبوقين } ، أي ما نحن بعاجزين على ذلك التبديل بأمثالكم كما قال في سورة الواقعة ( 61 ) إنا لقادرون { على أن نبدل أمثالكم } .