تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

{ تِلْكَ } الآيات المستحقة للتعظيم والتفخيم { آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } لكل أمر يحتاج إليه العباد ، من معرفة ربهم ، ومعرفة حقوقه ، ومعرفة أوليائه وأعدائه ، ومعرفة وقائعه وأيامه ، ومعرفة ثواب الأعمال ، وجزاء العمال ، فهذا القرآن قد بينها غاية التبيين ، وجلَّاها للعباد ، ووضحها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

( تلك آيات الكتاب المبين ) . .

فهذا الكتاب المبين ليس إذن من عمل البشر ، وهم لا يستطيعونه ؛ إنما هو الوحي الذي يتلوه الله على عبده ، ويبدو فيه إعجاز صنعته ، كما يبدو فيه طابع الحق المميز لهذه الصنعة في الكبير والصغير :

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (2)

وقوله تعالى : { تلك } يتقدر موضعها بحسب كل قول من الأقوال في الحروف ، فمن جعل { طسم } مثالاً لحروف المعجم جاءت الإشارة ب { تلك } إلى حروف المعجم ، ومن قطعها قال { تلك } في موضع هذه ، وساغ هذا من حيث لم تكن حاضرة عتيدة{[9100]} بل هي أقوال ينقضي بعضها شيئاً فشيئاً فسائغ أن يقال في الإشارة إليها { تلك } .

قال القاضي أبو محمد : والأصل أن { تلك } إشارة إلى ما غاب و «هذه » إشارة إلى ما حضر ، وقد تتداخل متى كان في الغيبة حصول وثقة به تقوم مقام الحضور- ومتى كان في الحضور بعدما يقوم مقام الغيبة فمن ذلك قوله تعالى { وما تلك بيمينك يا موسى }{[9101]} [ طه : 17 ] لما كان موسى لا يرى ربه تعالى ، فهو وعصاه في منزل غيب ، فساغ ذلك ، ومن النقيض قول المؤلف لكتاب ونحوه هذا كتاب وما جرى هذا المجرى فتتبعه فهو كثير فيشبه في آياتنا هذه أن تكون { تلك } بمنزلة هذه { آيات الكتاب المبين } ، ويشبه أن تكون متمكنة من حيث الآيات كلها وقت هذه المخاطبة لم تكن عتيدة .


[9100]:العتيد: المهيأ والحاضر، وفي التنزيل الكريم: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} أي حاضر.
[9101]:الآية 17 من سورة طه.