معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا} (50)

قوله تعالى : { قل } لهم يا محمد { كونوا حجارةً أو حديداً } ، في الشدة والقوة ، وليس هذا بأمر إلزام بل هو أمر تعجيز ، أي : استشعروا في قلوبكم أنكم حجارة أو حديد في القوة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا} (50)

{ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ } أي : يعظم { فِي صُدُورِكُمْ } لتسلموا بذلك على زعمكم من أن تنالكم قدرة الله أو تنفذ فيكم مشيئته ، فإنكم غير معجزي الله في أي حالة تكونون وعلى أي وصف تتحولون ، وليس لكم في أنفسكم تدبير في حالة الحياة وبعد الممات .

فدعوا التدبير والتصريف لمن هو على كل شيء قدير وبكل شيء محيط .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا} (50)

40

وكان الرد على ذلك التعجب :

( قل : كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم ) . .

والعظام والرفات فيها رائحة البشرية وفيها ذكرى الحياة ؛ والحديد والحجارة أبعد عن الحياة . فيقال لهم :

كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا آخر أو غل في البعد عن الحياة من الحجارة والحديد مما يكبر في صدوركم أن تتصوروه وقد نفخت فيه الحياة . . فسيبعثكم الله .

وهم لا يملكون أن يكونوا حجارة أو حديدا أو خلقا آخر ولكنه قول للتحدي . وفيه كذلك ظل التوبيخ والتقريع ، فالحجارة والحديد جماد لا يحس ولا يتأثر ، وفي هذا إيماء من بعيد إلى ما في تصورهم من جمود وتحج !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا} (50)

وهكذا أمر رسوله ههنا{[17582]} أن يجيبهم فقال : { قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا } وهما{[17583]} أشد امتناعا من العظام والرفات .


[17582]:في ف: "هنا".
[17583]:في ف: "إذا هما".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{۞قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا} (50)

وقوله تعالى : { قل كونوا حجارة أو حديداً } الآية ، المعنى : قل لهم يا محمد كونوا إن استطعتم هذه الأشياء الصعبة الممتنعة التأتي ، لا بد من بعثكم ، وقوله { كونوا } هو الذي يسميه المتكلمون التعجيز من أنواع لفظة افعل ، وبهذه الآية مثل بعضهم ، وفي هذا عندي نظر : وإنما التعجيز حيث يقتضي بالأمر فعل ما لا يقدر عليه المخاطب ، كقوله تعالى : { فادرؤوا عن أنفسكم الموت }{[7593]} ، ونحوه ، وأما هذه الآية ، فمعناها : كونوا بالتوهم والتقدير كذا وكذا ، الذي فطركم كذلك ، هو يعيدكم .


[7593]:من الآية (168) من سورة (آل عمران).