معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

قوله تعالى : { إن الذين اشتروا } . استبدلوا .

قوله تعالى : { الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً } . بمسارعتهم في الكفر . وإنما يضرون أنفسهم .

قوله تعالى : { ولهم عذاب أليم } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

121

( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم ) . .

ولقد كان الإيمان في متناول أيديهم . دلائله مبثوثة في صفحات الكون ، وفي أعماق الفطرة . وأماراته قائمة في " تصميم " هذا الوجود العجيب ، وفي تناسقه وتكامله الغريب ، وقائمة كذلك في " تصميم " الفطرة المباشرة ، وتجاوبها مع هذا الوجود ، وشعورها باليد الصانعة ، وبطابع الصنعة البارعة . . ثم إن الدعوة إلى الإيمان - بعد هذا كله - قائمة على لسان الرسل ، وقائمة في طبيعة الدعوة وما فيها من تلبية الفطرة ، ومن جمال التناسق ، ومن صلاحية للحياة والناس . .

أجل كان الإيمان مبذولا لهم ، فباعوه واشتروا به الكفر ، على علم وعن بينة ، ومن هنا استحقوا أن يتركهم الله يسارعون في الكفر ، ليستنفدوا رصيدهم كله ، ولا يستبقوا لهم حظا من ثواب الآخرة . ومن هنا كذلك كانوا أضعف من أن يضروا الله شيئا . فهم في ضلالة كاملة ليس معهم من الحق شيء . ولم ينزل الله بالضلالة سلطانا ؛ ولم يجعل في الباطل قوة . فهم أضعف من أن يضروا أولياء الله ودعوته ، بهذه القوة الضئيلة الهزيلة ، مهما انتفشت ، ومهما أوقعت بالمؤمنين من أذى وقتي إلى حين !

( ولهم عذاب أليم ) . .

أشد إيلاما - بما لا يقاس - مما يملكون إيقاعه بالمؤمنين من الآم !

/خ179

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

ثم قال تعالى مخبرا عن ذلك إخبارا مقررًا : { إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمَانِ } أي : استبدلوا هذا بهذا { لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا } أي : ولكن يضرون أنفسهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ إِنّ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

يعني بذلك جلّ ثناؤه : المنافقين الذين تقدم إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فيهم ، أن لا يحزنه مسارعتهم إلى الكفر ، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : إن هؤلاء الذين ابتاعوا الكفر بإيمانهم ، فارتدّوا عن إيمانهم بعد دخولهم فيه ، ورضوا بالكفر بالله وبرسوله ، عوضا من الإيمان ، لن يضرّوا الله بكفرهم وارتدادهم ، عن إيمانهم شيئا ، بل إنما يضرّون بذلك أنفسهم بإيجابهم بذلك لها من عقاب الله ما لا قبل لها به .

وإنما حثّ الله جلّ ثناؤه بهذه الاَيات من قوله : { وَما أصَابَكُمْ يَوْمَ الَتْقَى الجَمْعانِ فَبإذْنِ اللّهِ } إلى هذه الاَية عباده المؤمنين على إخلاص اليقين ، والانقطاع إليه في أمورهم ، والرضا به ناصرا وحده دون غيره من سائر خلقه ، ورغب بها في جهاد أعدائه وأعداء دينه ، وشجع بها قلوبهم ، وأعلمهم أن من وليه بنصره فلن يخذل ولو اجتمع عليه جميع من خالفه وحاده ، وأن من خذله فلن ينصره ناصر ينفعه نصره ولو كثرت أعوانه أو نصراؤه . كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { إنّ الّذِينَ اشَترَوُا الكُفرَ بالإيِمَانِ } : أي المنافقين { لَنْ يَضُرّوا اللّهَ شَيْئا وَلهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ } : أي موجع .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : هم المنافقون .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

{ إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم } تكرير للتأكيد ، أو تعميم للكفرة بعد تخصيص من نافق من المتخلفين ، أو ارتد من العرب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

وقوله تعالى : { إن الذين اشتروا } أطلق عليهم الشراء من حيث كانوا متمكنين من قبول هذا وهذا فجاء أخذهم للواحد وتركهم للآخر كأنه ترك لما قد أخذ وحصل ، إذ كانوا ممكنين منه ، ولمالك رحمه الله متعلق بهذه الآية في مسألة شراء ما تختلف آحاد جنسه مما لا يجوز التفاضل فيه ، في أن منع الشراء على أن يختار المبتاع ، وباقي الآية وعيد كالمتقدم .