التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (177)

قوله : ( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم ) أي أن هؤلاء ، المنافقين أو اليهود قد استبدلوا الكفر بالإيمان بعد أن عرفوه ، فالمنافقون يظهرون للمسلمين الإيمان . وإذا خلا بعضهم إلى بعض أباحوا بكفرهم وجحودهم . أما اليهود فكانوا يستنصرون على أعدائهم بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم فلما بعثه الله كذبوه وكادوا له كيدا . فهؤلاء الناكبون عن الحق قد ابتاعوا الكفر بإيمانهم فارتدوا عن الإسلام ارتدادا وهم بارتداداهم وكفرانهم ( لن يضروا الله شيئا ) ( شيئا ) منصوب على المصدر . والتقدير : لن يضروا الله شيئا من الضرر . وإنما يحيق بهم عذاب الله الأليم بسبب كفرهم .