وقوله : لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسيْطِرٍ يقول : لست عليهم بمسلّط ، ولا أنت بجبار ، تحملهم على ما تريد . يقول : كِلهم إليّ ، ودعهم وحكمي فيهم يقال : قد تسيطر فلان على قومه : إذا تسلط عليهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ يقول : لست عليهم بجبار .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ : أي كِلْ إليّ عبادي .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : بِمُسَيْطِرٍ قال : جبار .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إنّمَا أنْتَ مُذَكّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ قال : لست عليهم بمسلط أن تُكرِهِهم على الإيمان ، قال : ثم جاء بعد هذا : جاهِدِ الكُفّارِ والمنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقال اقْعُدُوا لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ وارصدوهم لا يخرجوا فِي البِلادِ فإنْ تابُوا وأقامُوا الصّلاةَ وآتُوا الزّكاةَ فَخَلّوا سَبِيلَهُمْ إنّ اللّهَ غَفورٌ رَحِيمٌ قال : فنسخت لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ قال : جاء اقتله أو يُسْلِمَ قال : والتذكرة كما هي لم تنسخ . وقرأ : فَذَكّرْ فإنّ الذّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النّاسَ حتى يَقُولُوا : لا إلَهَ إلاّ اللّهُ ، فإذَا قالُوا : لا إلَهَ إلاّ اللّهُ ، عَصَمُوا مِنّي دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ ، إلاّ بِحَقّها ، وحِسابُهُمْ على اللّهِ » ثم قرأ : إنّمَا أنْتَ مُذَكّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم ، قال : سمعت جابر ابن عبد الله ، يقول : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول ، فذكر مثله ، إلا أنه قال : قال أبو الزّبير : ثم قرأ إنّمَا أنْتَ مُذَكّرٌ ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ .
حدثنا يوسف بن موسى القَطان ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.