تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

وقوله تعالى : { لست عليهم بمصيطر } قال بعضهم : بمسلط ، قال بعضهم : بجبار .

فإن أريد به الوجه الأول فهو مما يحتمل ، ويجوز أن يسلط عليهم في أن يؤذن [ له ]{[2]} بقتالهم وأسرهم وقهرهم ببذل الجزية . ولهذا قيل : إن هذا كان قبل سورة { براءة } .

وإن كان تأويله لست بجبار عليهم على ما روي عن مجاهد فهذا الوجه مما يرد عليه النسخ ، فلا يجوز أن يصير جبارا عليهم ، ولا يكون قوله : { إلا من تولى وكفر } [ الآية : 23 ] استثناء ، ويكون معناه لكن من تولى ، وكفر { فيعذبه الله العذاب الأكبر } أي من أعرض عن طاعة الله تعالى ، وكفر بوحدانية الله تعالى وبكتبه ورسله { فيعذبه الله العذاب الأكبر } .


[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.