اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

{ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } أي بمسلّط فتقتلهم ، ثم نسختها آية السيف .

وقرأ العامة : «بمصيطر » بالصَّاد .

وهشام{[60018]} : بالسِّين .

وخلف : بإشمام الصاد زاياً بلا خلاف .

وعن خلاَّد : وجهان .

وقرأ هارون الأعور : «بمصيطر » - بفتح الطاء - اسم مفعول ، لأن «سيطر » عندهم متعدٍّ .

[ ويدل على ذلك فعل المطاوعة ، وهو تسيطر ، ولم يجيء اسم على مفعل إلا مسيطر ، ومبيقر ، ومهيمن ، ومبيطر ؛ من سيطر ، و بيقر ، وهيمن ، وبيطر ، وقد جاء مجيمر اسم وادٍ ، ومديبر ، ويمكن أن يكون أصلهما مجمر ومدبر ، فصغراً .

قال شهاب الدين{[60019]} : قد تقدم أن بعضهم جعل مهيمناً مصغراً ، وتقدم أنه خطأ عظيم ، وذلك في سورة المائدة ]{[60020]} .

قال القرطبيُّ{[60021]} : «وفي الصحاح{[60022]} : المسيطر والمصيطر : المسلط على الشيء ، ليشرف عليه ويتعهَّد أحواله ، ويكتب عمله ، وأصله من السطر ؛ لأن معنى السطر ألاَّ يتجاوز ، فالكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر ومسيطر ، يقال : سيطرت علينا ، وقال تعالى : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } ، وسطره أي : صرعه » .


[60018]:ينظر قراءات هذه الكلمة في: السبعة 282، والحجة 6/400 – 401 وإعراب القراءات 2/470، والمحرر الوجيز 5/475، والبحر المحيط 8/459، والقرطبي 20/26.
[60019]:الدر المصون 6/514.
[60020]:سقط من ب.
[60021]:الجامع لأحكام القرآن 20/26.
[60022]:الصحاح 2/683.