الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ} (22)

( لست عليهم بمسيطر ) {[75293]}

أي : بمسلط {[75294]} ولا بجبار {[75295]} تجبرهم على الإيمان . ومصيطرا {[75296]} : أصله السين {[75297]} وهو مأخوذ من السطر {[75298]} .

وقيل : الآية منسوخة بقوله : ( فاقتلوا المشركين حث وجدتموهم ) {[75299]} وهو قول ابن زيد {[75300]} .

وقيل : هي محكمة ، لأنهم إذا أسلموا تركوا على جملتهم ، ولم يسلط عليهم {[75301]} .

قال جابر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقتال {[75302]} الناس حتى يقولوا {[75303]} لا إله إلا الله ، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا {[75304]} مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . ثم تلا : ( فذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمصيطر ) {[75305]} .


[75293]:أ: بمسيطر.
[75294]:انظر: الغريب لابن قتيبة: 525.
[75295]:أ: بجار.
[75296]:أ: ومسيطراً، ث: ومسيطيراً.
[75297]:أ: السوء، ث: اليمين (كلاهما تحريف).
[75298]:انظر: إعراب النحاس 5/214.
[75299]:التوبة: 5.
[75300]:انظر: جامع البيان 30/166 وهو قول ابن عباس في النواسخ لابن الجوزي: 507، والدر 8/495، وانظر: الناسخ لابن حزم: 65 وابن سلامة 197 وابن البارزي: 58 وابن العربي 2/413.
[75301]:وهو قول: "بعض المفسرين" في النواسخ لابن الجوزي: 507.
[75302]:ث: أقاتلوا.
[75303]:ث: قالوا.
[75304]:أي: منعوا، وأصل العصمة من العصام، وهو الخيط الذي يشد به فم القربة ليمنع سيلان الماء: الفتح 1/76-77.
[75305]:أخرجه الترمذي في كتاب التفسير، سورة الغاشية. والنسائي أيضاً في كتاب التفسير، سورة الغاشية. وهذا الحديث مخرج في الصحيحين عن أبي هريرة من غير ذكر هذه الآية، انظر: شرح النووي على مسلم: 1/200 والفتح 1/75.