{ فالسابقات سبقا } قال مجاهد : هي الملائكة سبقت ابن آدم بالخير والعمل الصالح . وقال مقاتل : هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة . وعن ابن مسعود قال : هي أنفس المؤمنين تتسارع وتسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها شوقاً إلى لقاء الله وكرامته ، وقد عاينت السرور . وقال قتادة : هي النجوم يسبق بعضها بعضاً في السير . وقال عطاء : هي الخيل .
وقوله - تعالى - : { فالسابقات سَبْقاً } المقصود به طائفة رابعة من الملائكة ، تسبق غيرها فى تنفيذ أمر الله - تعالى - ، إذ السبق معناه : أن يتجاوز السائر من يسير معه ، ويسبقه إلى المكان المقصود الوصول إليه ، كما قال - تعالى - فى صفات المتقين : { أولئك يُسَارِعُونَ فِي الخيرات وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }
وقوله : فالسّابقِاتِ سَبْقا اختلف أهل التأويل فيها ، فقال بعضهم : هي الملائكة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد فالسّابِقاتِ سَبْقا قال : الملائكة . وقد :
حدثنا بهذا الحديث أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فالسّابقاتِ سَبْقا قال : الموت .
وقال آخرون : بل هي الخيل السابقة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن واصل بن السائب ، عن عطاء فالسّابقاتِ سَبْقا . قال : الخيل .
وقال آخرون : بل هي النجوم يَسبق بعضها بعضا في السير . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فالسّابِقاتِ سَبْقا قال : هي النجوم .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله .
واختلف الناس في { السابقات } ، فقال مجاهد : هي الملائكة ، وقيل الرياح وقال عطاء هي الخيل ، وقيل : النجوم ، وقيل المنايا تسبق الآمال ، وقال الشاعر [ عدي بن زيد ] : [ الخفيف ]
لا أرى الموت يسبق الموت شيء{[11600]}***
{ فالسابقات } هي السابقات من السابحات . والسبق : تجاوز السائر من يَسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله . ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى : { فاستبقوا الخيرات } [ البقرة : 148 ] وقال : { أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } [ المؤمنون : 61 ] .
ويطلق السبق على الغلب والقهر ، ومنه قوله تعالى : { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا } [ العنكبوت : 4 ] وقول مُرة بن عداء الفقعسي :
كأنكَ لم تُسْبَق من الدهر ليلةً *** إذا أنتَ أدْرَكت الذي كنتَ تطلُب
فقولُه تعالى : { فالسابقات سبقاً } يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حِيالِه بأن يراد السائرات سيراً سريعاً فيما تعلمه ، أو المبادرات . وإذا كان { السابحات } بمعنى الخيل كان { السابقات } إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوّهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدوّ ، أو على معنى غلبهم أعداءهم .
وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو { سبقا } للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
اختلف أهل التأويل فيها، فقال بعضهم: هي الملائكة...
وقال آخرون: بل هي الخيل السابقة...
وقال آخرون: بل هي النجوم يَسبق بعضها بعضا في السير...
والقول عندنا في هذه، مثل القول في سائر الأحرف الماضية...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فالسابقات} أي بعد السبح في الطيران إلى ما أمروا به من غمس الأرواح في النعيم أو الجحيم أو غير ذلك مما أمروا به في أسرع من اللمح مع القدرة والغلبة لجميع ما يقع محاولته {سبقاً}...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
هي السابقات من السابحات. والسبق: تجاوز السائر من يَسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله. ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: 148] وقال: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 61]. ويطلق السبق على الغلب والقهر، ومنه قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا} [العنكبوت: 4]... فقولُه تعالى: {فالسابقات سبقاً} يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حِيالِه بأن يراد السائرات سيراً سريعاً فيما تعلمه، أو المبادرات. وإذا كان {السابحات} بمعنى الخيل كان {السابقات} إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوّهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدوّ، أو على معنى غلبهم أعداءهم. وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو {سبقا} للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.