الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَٱلسَّـٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا} (4)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلف أهل التأويل فيها، فقال بعضهم: هي الملائكة...

وقال آخرون: بل هي الخيل السابقة...

وقال آخرون: بل هي النجوم يَسبق بعضها بعضا في السير...

والقول عندنا في هذه، مثل القول في سائر الأحرف الماضية...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فالسابقات} أي بعد السبح في الطيران إلى ما أمروا به من غمس الأرواح في النعيم أو الجحيم أو غير ذلك مما أمروا به في أسرع من اللمح مع القدرة والغلبة لجميع ما يقع محاولته {سبقاً}...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هي السابقات من السابحات. والسبق: تجاوز السائر من يَسير معه ووصوله إلى المكان المسير إليه قبله. ويطلق السبق على سرعة الوصول من دون وجود سائر مع السابق قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: 148] وقال: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 61]. ويطلق السبق على الغلب والقهر، ومنه قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا} [العنكبوت: 4]... فقولُه تعالى: {فالسابقات سبقاً} يصلح للحمل على هذه المعاني على اختلاف محامل وصف السابحات بما يناسب كل احتمال على حِيالِه بأن يراد السائرات سيراً سريعاً فيما تعلمه، أو المبادرات. وإذا كان {السابحات} بمعنى الخيل كان {السابقات} إن حمل على معنى المسرعات كناية عن عدم مبالاة الفرسان بعدوّهم وحرصهم على الوصول إلى أرض العدوّ، أو على معنى غلبهم أعداءهم. وأكد بالمصدر المرادف لمعناه وهو {سبقا} للتأكيد ولدلالة التنكير على عظم ذلك السبق...