قوله تعالى : { فالسابقات سَبْقاً } .
قال عليٌّ رضي الله عنه : هي الملائكة ، تسبقُ الشياطينَ بالوَحْيِ إلى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وهو قول مسروق ومجاهد{[59221]} .
وعن مجاهد - أيضاً - وأبي روق : هي الملائكة سبقت بني آدم إلى العملِ الصَّالحِ ، فتكتبه{[59222]} .
وعن مجاهد - أيضاً - الموت يسبقُ الإنسان{[59223]} .
وقال مقاتلٌ : هي الملائكة تسبقُ بأرواح المؤمنين إلى الجنَّةِ{[59224]} .
وقال ابنُ مسعودٍ : هي أنفس المؤمنين ، تسبقُ إلى الملائكة الذين يقبضونها ، وقد عاينت السرور شوقاً إلى لقاءِ الله تعالى{[59225]} .
وقال قتادةُ والحسن ومعمر : هي النجوم تسبق بعضها{[59226]} .
وقال عطاءٌ : هي الخيلُ التي تسبقُ إلى الجهاد{[59227]} .
وقيل : يحتملُ أن تكون «السَّابقات » ما تسبق من الأرواح قبل الأجساد إلى جنة ، أو نار ؛ حكاه الماورديُّ .
قال الجرجانيُّ : وذكر «فالسَّابقَاتِ » بالفاء ؛ لأنها مشتقة من التي قبلها ، أي : واللاتي يَسْبَحْنَ فيسبقن ، قام فذهب ، فهذا يوجبُ أن يكون القيام سبباً للذهابِ .
قال الواحديُّ : قول صاحب النَّظم غير مطرد في قوله : «فالمُدبِّراتِ أمْراً » ؛ لأنه يبعد ان يجعل السَّبقُ سبباً للتَّدبير .
قال ابن الخطيب ويمكن الجواب عن اعتراض الواحديِّ{[59228]} : بأنها لمَّا أمرتْ سبَحتْ ، فسَبقَتْ ، فدَبَّرتْ ما أمِرَتْ بتَدْبِيرِهِ ، فتكون هذه أفعالاً يتَّصِلُ بعضها ببعض ، كقولك : قام زيد ، فذهب ، فضرب عمراً ، أو لمَّا سبقُوا في الطَّاعاتِ يُسَارِعُونَ إليها ، ظهرت أمانَتهُمْ ، ففوَّض إليهم التَّدبيرَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.