معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

ثم ذكر أصحاب اليمين وعجب من شأنهم فقال جل ذكره : { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين* } .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

وبعد هذا الحديث الزاخر بالخيرات والبركات عن السابقين . . . جاء الحديث عن أصحاب اليمين وعما أعده الله - تعالى - لهم من ثواب فقال - سبحانه - : { وَأَصْحَابُ اليمين . . . } .

قال الآلوسى : قوله - تعالى - { وَأَصْحَابُ اليمين . . . } شروع فى بيان تفاصيل شئونهم ، بعد بيان شئون السابقين .

وأصحاب : مبتدأ وقوله : { مَآ أَصْحَابُ اليمين } جملة استفهامية مشعرة بتفخيمهم ، والتعجب من حالهم ، وهى خبر المبتدأ . . أو معترضة ، والخبر قوله : { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . . } .

والسدر : شجر النبق ، واحده سدرة ، ومخضود . أى : منزوع الشوك ، يقال : خضد فلان الشجر ، إذا قطع الشوك الذى به فهو خضيد ومخضود ، أو مخضود بمعنى ملىء بالثمر حتى تثنت أغصانه ، من خضدت الغصن ، إذا ثنيته وأملته إلى جهة أخرى .

أى : وأصحاب اليمين ، المقول فيهم ما أصحاب اليمين على سبل التفخيم ، مستقرون يوم القيامة فى حدائق ملبئة بالشجر الذى خلا من الشوك وامتلأ بالثمار الطيبة ، التى تثنت أغصانها لكثرتها . .

قال القرطبى : وذكر ابن المبارك قال : حدثنا صفوان عن سليم بن عامر قال : " كان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقولون : إنه لينفعنا الأعراب ومسائلهم . قال : أقبل أعرابى يوما فقال : يا رسول الله ، لقد ذكر الله فى القرآن : شجرة مؤذية ، وماكنت أرى فى الجنة شجرة تؤذى صاحبها ؟

فقال - صلى الله عليه وسلم - : وما هى ؟ قال : السدر ، فإن له شوكا مؤذيا ، فقال : - صلى الله عليه وسلم - : ألم يقل الله - تعالى - { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } . خضد الله - تعالى - شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة " .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

عود إلى نشر ما وقع لفُّه في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] كما تقدم عند قوله : { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } [ الواقعة : 8 ] .

وعبر عنهم هنا ب { أصحاب اليمين } وهنالك ب { أصحاب الميمنة } للتفنن .

فجملة { وأصحاب اليمين } عطف على جملة { أولئك المقربون } [ الواقعة : 8 ] عطف القصة على القصة .

وجملة { ما أصحاب اليمين } خبر عن { أصحاب اليمين } بإبهام يفيد التنويه بهم كما تقدم في قوله : { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } [ الواقعة : 8 ] . وأتبع هذا الإِبهام بما يبين بعضه بقوله : { في سدر مخضود } الخ .