معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

{ وإذا الوحوش } يعني دواب البر ، { حشرت } جمعت بعد البعث ليقتص لبعضها من بعض وروى عكرمة عن ابن عباس قال : حشرها : موتها . وقال : حشر كل شيء الموت ، غير الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة . وقال أبي بن كعب : اختلطت .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

{ وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ } أى : وإذا الحيوانات المتوحشة - كالأسد والنمر وغيرهما .

{ حُشِرَتْ } أى : جمعت من أماكنها المتفرقة ، وخرجت فى ذهول ، وتلاقت دون أن يعتدى بعضها على بعض ، مخالفة بذلك ما طبعت عليه من النفور والتقاتل .

قال الآلوسى قوله : { وَإِذَا الوحوش } جمع وحش ، وهو حيوان البر الذى ليس فى طبعه التأنس ببنى آدم . . { حُشِرَتْ } أى : جمعت من كل جانب . وقيل : حشرت أى : أميتت . . وقيل : حشرت : بعثت للقصاص ، فيحشر كل شئ حتى الذباب .

أخرج مسلم والترمذى عن أبى هريرة فى هذه الآية قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتُؤدَّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء . . " .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

وقوله : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي : جمعت . كما قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [ الأنعام : 38 ] . قال ابن عباس : يحشر كل شيء حتى الذباب . رواه ابن أبي حاتم . وكذا قال الربيع بن خُثَيم{[29746]} والسّدي ، وغير واحد . وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية : إن هذه الخلائق [ موافية ]{[29747]} فيقضي الله فيها ما يشاء .

وقال عكرمة : حشرها : موتها .

وقال ابن جرير : حدثني علي بن مسلم الطوسي ، حدثنا عباد بن العوام ، أخبرنا حُصَين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : حَشرُ البهائم : موتها ، وحشر كل شيء الموت غيره{[29748]} الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة .

حدثنا أبو كُرَيْب ، حدثنا وَكِيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خُثَيم{[29749]} : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : أتى عليها أمر الله . قال سفيان : قال أبي : فذكرته لعكرمة ، فقال : قال ابن عباس : حشرها : موتها .

وقد تقدم عن أبيّّ بن كعب أنه قال : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } اختلطت .

قال ابن جرير : والأولى قَولُ من قال : { حُشِرَت } جُمعت ، قال الله تعالى : { وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً } [ ص : 19 ] ، أي : مجموعة .


[29746]:- (1) في أ: "خيثم".
[29747]:- (2) زيادة من م، أ.
[29748]:- (3) في م: "غير".
[29749]:- (4) في أ: "خيثم".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ} (5)

و { الوحوش } : جمع وَحش وهو الحيوان البري غير المتأنس بالناس .

وحَشرها : جمعها في مكان واحد ، أي مكان من الأرض عند اقتراب فناء العالم فقد يكون سبب حشرها طوفاناً يغمر الأرض من فيضان البحار فكلما غمر جزءاً من الأرض فرت وحوشه حتى تجتمع في مكان واحد طالبة النجاة من الهلاك ، ويُشعر بهذا عطف { وإذا البحار سُجرت } عليه .

وذكر هذا بالنسبة إلى الوحوش إيماء إلى شدة الهول فالوحوش التي من طبعها نفرة بعضها عن بعض تتجمع في مكان واحد لا يعدو شيءٌ منها على الآخر من شدة الرعب ، فهي ذاهلة عما في طبعها من الاعتداء والافتراس ، وليس هذا الحشرَ الذي يُحشَر الناس به للحساب بل هذا حشر في الدنيا وهو المناسب لما عدّ معه من الأشراط ، وروي معناه عن أبي بن كعب .