وقوله : ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وابن زيد : هي الملائكة . وقال وهب بن منبه : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال قتادة : هم القراء . وقال ابن جريج ، عن ابن عباس : السفرة بالنبطية : القراء .
وقال ابن جرير : الصحيح أن السفرة الملائكة ، والسفرة يعني بين الله وبين خلقه ، ومنه يقال : السفير : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير ، كما قال الشاعر :
ومَا أدَعُ السّفَارَة بَين قَومي *** وَما أمْشي بغش إن مَشَيتُ{[29696]}
وقال البخاري : سَفَرةٌ : الملائكة . سَفرت : أصلحت بينهم . وجعلت الملائكةُ إذا نزلت بوَحْي الله وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم{[29697]} .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"بِأيْدِي سَفَرةٍ "يقول: الصحف المكرّمة بأيدي سَفَرة، جمع سافر. واختلف أهل التأويل فيهم ما هم؟
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: هم الملائكة الذين يَسْفِرون بين الله ورسله بالوحي. وإذا وُجّه التأويل إلى ما قلنا، احتمل الوجه الذي قاله القائلون هم الكَتَبة، والذي قاله القائلون هم القُرّاء، لأن الملائكة هي التي تقرأ الكتب، وتَسْفِر بين الله وبين رسله.
واعلم أن أصل السفارة من الكشف، والكاتب إنما يسمى سافرا لأنه يكشف، والسفير إنما سمي سفيرا أيضا لأنه يكشف، وهؤلاء الملائكة لما كانوا وسائط بين الله وبين البشر في البيان والهداية والعلم، لا جرم سموا سفرة...
و«السفرة الكرام البررة».. إما أن تكون من السفارة العلوية التي هي بين الملائكة وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبيننا، أو أن الذين سينقلونه إلينا هنا سينقلونه إلينا بكل أمانة؛ ولذلك تنظر فتجد دقة في التلاوة، ودقة في الأحكام، ودقة في التوثيق.
ولذلك سيظل المنهج محفوظاً بإذن الله كما وعد الحق سبحانه وتعالى بقوله: {إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون (9)} [الحجر]. وبذلك يصبح لا حجة لإنسان في أن لا يؤمن به.
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :
المهم أن السفرة هم الملائكة وسموا سفرة لأنهم كتبة يكتبون، وسموا سفرة لأنهم سفراء بين الله وبين الخلق، فجبريل عليه الصلاة والسلام واسطة بين الله وبين الخلق في النزول بالوحي، والكتبة الذين يكتبون ما يعمل الإنسان أيضاً يكتبونه ويبلغونه إلى الله عز وجل، والله تعالى عالم به حين كتابته وقبل كتابته...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.