التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

وقوله - سبحانه - : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } تذييل قصد به التعميم بعد التخصيص ، لأن اسم الإِشارة هنا يعود إلى جميع ما تقدم من قصتى إبراهيم ولوط - عليهما السلام - وإلى ما انضم إليهما من التذكير بآثار الأقوام المهلكين .

أى : إن فيما ذكرناه فيما سبق من أدلة واضحة على حسن عاقبة المتقين ، وسوء نهاية الظالمين ، لعبرة واضحة ، وحكمة بالغة ، للمؤمنين الصادقين .

وخصهم بالذكر لأنهم هم المنتفعون بالأدلة والعظات ، وللتنبيه على أن التفرس في الأمور لمعرفة أسبابها ونتائجها من صفاتهم وحدهم .

وجمع الآيات قبل ذلك في قوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } وأفردها هنا فقال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } للأشعار بأن المؤمنين الصادقين تكفى لهدايتهم ، ولزيادة إيمانهم ، آية واحدة من الآيات . الدالة على أن دين الإِسلام هو الدين الحق ، وفى ذلك ما فيه من الثناء عليهم ، والمدح لهم ، بصدق الإِيمان ، وسلامة اليقين . . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

49

( إن في ذلك لآية للمؤمنين ) . .

وهكذا صدق النذير ، وكان نزول الملائكة إيذانا بعذاب الله الذي لا يرد ولا يمهل ولا يحيد .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

{ إن في ذلك لآية للمؤمنين } بالله ورسله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

وقوله { الآية } أي أمارة وعلامة كما تقول آية ما بيني وبينك كذا وكذا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إن في ذلك لآية}، يعني: إن في هلاك قوم لوط لعبرة، {للمؤمنين} يعنى: للمصدقين بتوحيد الله عز وجل لمن بعدهم، فيحذرون عقوبتهم، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن في صنيعنا بقوم لوط ما صنعنا بهم، لعلامة ودلالة بينة لمن آمن بالله على انتقامه من أهل الكفر به، وإنقاذه من عذابه -إذا نزل بقوم- أهل الإيمان به منهم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

...أمارة وعلامة كما تقول آية ما بيني وبينك كذا وكذا.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

..أي كل من آمن بالله وصدق الأنبياء والرسل عرف أن ذلك إنما كان لأجل أن الله تعالى انتقم لأنبيائه من أولئك الجهال، أما الذين لا يؤمنون بالله فإنهم يحملونه على حوادث العالم ووقائعه، وعلى حصول القرانات الكوكبية والاتصالات الفلكية، والله أعلم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أشار سبحانه إلى الاستدلال بالتوسم الدال... على أن لها نبأ هو في غاية الغرابة، وأتبع ذلك سهولة الوصول إليها حثاً على إتيانها بقصد نظرها والاعتبار بها والسؤال عن سبب كونها كذلك، قال تعالى مشيراً إلى زيادة الحث بالتأكيد: {إن في ذلك} أي الأمر العظيم من حالها {لآية} أي علامة عظيمة في الدلالة علينا {للمؤمنين} أي الراسخين في الصدق والتصديق، فإذا أخبروا أن سبب كونها هكذا أن الله أمر بعض جنده فرفعها ثم قلبها ثم أتبعها الحجارة ثم خسف بها وغمرها بهذا الماء -الذي هو في القذارة وعدم الثمرة مناسب لأفعال أهلها- لأجل عصيانهم رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، آمنوا حذراً من مثل هذا العذاب إيماناً بالغيب.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

وفي هذه القصة من العبر:

عنايته تعالى بخليله إبراهيم، فإن لوطا عليه السلام من أتباعه، وممن آمن به فكأنه تلميذ له، فحين أراد الله إهلاك قوم لوط حين استحقوا ذلك، أمر رسله أن يمروا على إبراهيم عليه السلام كي يبشروه بالولد ويخبروه بما بعثوا له، حتى إنه جادلهم عليه السلام في إهلاكهم حتى أقنعوه، فطابت نفسه. وكذلك لوط عليه السلام، لما كانوا أهل وطنه، فربما أخذته الرقة عليهم والرأفة بهم قدَّر الله من الأسباب ما به يشتد غيظه وحنقه عليهم، حتى استبطأ إهلاكهم لما قيل له: {إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب} ومنها: أن الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية [ازداد] شرهم وطغيانهم، فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(إن في ذلك لآية للمؤمنين).. وهكذا صدق النذير، وكان نزول الملائكة إيذانا بعذاب الله الذي لا يرد ولا يمهل ولا يحيد.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {إن في ذلك لآية للمؤمنين} تذييل. والإشارة إلى ما تقدم من قوله من القصّة مع ما انضمّ إليها من التذكير بأن قراهم واضحة فيها آثار الخسف والأمطار بالحجارة المُحماة. وعبّر في التذييل بالمؤمنين للتنبيه على أن المتوسّمين هم المؤمنون. وجعل ذلك (آية) بالإفراد تفنّناً لأن (آية) اسم جنس يصدق بالمتعدّد، على أن مجموع ما حصل لهم آية على المقصود من القصة وهو عاقبة المكذبين. وفي مطاوي تلك الآيات آيات.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

...أي لعبرة للمؤمنين، أي للذين أوتوا قلوبا مؤمنة مذعنة للحق،، معترفة لا تماري في الحق، ولا تجادل في الله تعالى، وهو العليم الحكيم.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويستوحون من هذا العذاب المنهج العملي الذي يتحركون به في الحياة في خط الإيمان، لئلا يلاقوا المصير الذي لاقاه هؤلاء.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

والذي نستفيده من موقف لوط (عليه السلام) هو أنّ مكافحة الفساد لا يتم بالنهي عنه فقط، بل لابدّ من تهيئة وتعبيد الطريق المعبدة البديلة، لينتقل الضال أو المضلل به من جادة الفساد إلى جادة الصلاح، فلابد من تهيئة الأوضاع والأجواء السليمة للناس مع وجود البرامج المؤثرة الهادفة. ومن غريب ما نطالعه في بعض الرّوايات.. أنّ لوطاً (هذا النّبي الجليل) قد قضى بين قومه ثلاثين عاماً وهو يدعوهم إلى الهدى ويحذرهم من مغبة الانغماس في متاهات الضلال، ومع ذلك لم يؤمن به إِلاّ أهل بيته (ما عدا زوجته). ما أعظم ثباته (عليه السلام)! مع منحرفين لدرجة لا يطيق أيُّ إِنسان العيش معهم حتى ولو لساعة واحدة! بل وما أصعب العيش مع تلك الزوجة! ونقرأ في الآيتين الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين من سورة الذاريات: (فأخرجنا مَنْ كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)؟ فيتّضح لنا.. أنّ العقاب الإِلهي لا يكون عشوائياً، بل لا يشمل إِلاّ المستحقين له ولو كان هناك مؤمن واحد عامل بواجباته لأنقذه اللّه تعالى من بينهم.