وقوله - تعالى - : { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ . . . } استئناف مقرر لما قبله . و " مدخلا " أى : إدخالا ، من أدخل يدخل - بضم الياء - وهو مصدر ميمى للفعل الذى قبله ، والمفعول محذوف .
أى : ليدخلنهم الجنة إدخالا يرضونه .
وقرأ نافع ( مدخلا ) - بفتح الميم - على أنه اسم مكان أريد به الجنة ، أى : ليدخلنهم مكانا يرضونه وهو الجنة .
{ وَإِنَّ الله } - تعالى - { لَعَلِيمٌ } بالذى يرضيهم ، وبالذى يستحقه كل إنسان من خير أو شر { حَلِيمٌ } فلا يعاجل بالعقوبة ، بل يستر ويعفو عن كثير .
( ليدخلنهم مدخلا يرضونه )فقد خرجوا مخرجا يرضي الله ، فتعهد لهم الله بأن يدخلهم مدخلا يرضونه . وإنه لمظهر لتكريم الله لهم بأن يتوخى ما يرضونه فيحققه لهم ، وهم عباده ، وهو خالقهم سبحانه . ( وإن الله لعليم حليم ) . . عليم بما وقع عليهم من ظلم وأذى ، وبما يرضي نفوسهم ويعوضها . حليم يمهل . ثم يوفي الظالم والمظلوم الجزاء الأوفى . .
القول في تأويل قوله تعالى : { لَيُدْخِلَنّهُمْ مّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ } .
يقول تعالى ذكره : ليدخلنّ الله المقتول في سبيله من المهاجرين والميت منهم مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وذلك المدخل هو الجنة . وَإنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ بمن يهاجر في سبيله ممن يخرج من داره طلب الغنيمة أو عَرَض من عروض الدنيا . حَلِيمٌ عن عصاة خلقه ، بتركه معاجلتهم بالعقوبة والعذاب .
وقرأت فرقة ، «مُدخلاً » ، بضم الميم من أدخل{[8421]} فهو محمول على الفعل المذكور ، وقرأت فرقة «مَدخلاً » بفتح الميم من دخل فهو محمول على فعل مقدر تقديره فيدخلون مدخلاً ، وأسند الطبري عن سلامان بن عامر{[8422]} قال : كان فضالة{[8423]} برودس أميراً على الأرباع فخرج بجنازتي رجلين أحدهما قتيل والآخر متوفى فرأى ميل الناس على جنازة القتيل ، فقال : أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل وتفضلونه فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت اقرؤوا قول الله تعالى { والذين هاجروا في سبيل الله } الآية ، إلى قوله { حليم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.