نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَنَجَّيۡنَٰهُمَا وَقَوۡمَهُمَا مِنَ ٱلۡكَرۡبِ ٱلۡعَظِيمِ} (115)

ولما كان جل المقصود - كما مضى - مقام التجرد ، والإعلام بنصر المستضعفين من المؤمنين ، قال : { ونجيناهما وقومهما } أي بني إسرائيل وقد كانوا مرت لهم دهور في ذل لا يقاربه ذل المؤمنين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في أول أمرهم { من الكرب العظيم * } أي الاستعباد ، وما يتبعه من عظائم الأنكاد ، وكان ذلك بهلاك القبط الذين استمروا على الضلال ، وهم أضعاف أضعاف بني إسرائيل ، إلى أن أهلكناهم فلم يفلت منهم إنسان ، فصح لبني إسرائيل حينئذ التجرد وزال عنهم ذل التجبر والتمرد .