ولما كان هذا الإنكار سبباً للإصغاء ، كرره مفصحاً بسببه فقال : { أتدعون بعلاً } أي إلهاً ورباً ، وهم صنم كان لهم في مدينة بعلبك كان من ذهب طوله عشرين ذراعاً وله أربعة أوجه ، فكان الشيطان يدخل في جوفه ويتكلم بشريعة الضلالة ، والسدنة يحفظونها ، وهم أربعمائة ويعلمونها الناس ، ويحتمل أن يكون علماً على الصنم المذكور فيكون المفعول الثاني منوياً ، وحذف ليفهم الدعاء الذي لا دعاء يشبهه وهو الدعاء بالإلهية ، ومن قرأ شاذاً " بعلاء " بوزن " حمراء " فهو إشارة إلى كثرة حث امرأة الملك على عبادة بعل وقتل إلياس عليه السلام ، وطاعة زوجها لها في ذلك - كما حكاه البغوي ، فاستحق التأنيث لذلك ، فأنث لكثرة ملابستها له ، والجنسية علة الصنم .
ولما كان دعاؤهم إياه للعبادة بينه بقوله : { وتذرون } ومادة " وذر " تدور على ما يكره ، فالمعنى : وتتركون ترك المهمل الذي من شأنه أن يزهد فيه ، ولو قيل : وتدعون - تهافتاً على الجناس لم يفد هذا وانقلب المراد . ولما كان الداعي لا يدعو إلا بكشف ضر أو إلباس نفع ، فكان لا يجوز أن يدعو إلا من يقدر على إعدام ما يشاء وإيجاد ما يريد ، قال منبهاً لهم على غلطهم في الفعل والترك : { أحسن الخالقين * } أي وهو من لا يحتاج في الإيجاد والإعدام إلى أسباب فلا تعبدونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.