جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (85)

{ سَيَقُولُونَ{[3459]} لِلَّهِ } فإنهم معترفون بأنه خالق الكل ، { قُلْ } : بعد ما قالوه ، { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } : فتعلموا أن فاطر الأرض ومن فيها قادر على الإعادة حقيق{[3460]} على أن لا يشرك به شيء ،


[3459]:اعلم أن الله لم يبعث رسله ولم يتزل كتبه لتعريف خلقه بـأنه الخالق لهم والرزاق لهم ونحو ذلك، فإن هذا يقره كل مشرك قبل بعثة الرسل كما أخبر الله تعالى عنهم في هذه الآية وغيرها، ولهذا تجد كل ما ورد في الكتاب العزيز في شأن خالق الخلق ونحوه في مخاطبة الكفار مصحوبة باستفهام لتقرير هل من خالق غير الله {أفي الله شك فاطر السموات والأرض} [إبراهيم: 10] بل بعث الله رسله وأنزل كتبه لإخلاص توحيده وإفراده بالعبادة {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف: 59] أن لا تعبدوا إلا الله} [هود: 2]، {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} [النحل: 32]، {قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا} [الأعراف: 70]، {أن اعبدوا الله مالكم من إليه غيره} [المؤمنون: 32]، {وإياي فاعبدون} [العنكبوت: 56] وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله والاستغاثة والرجاء واستجلاب الخير واستدفاع الشر له ومنه لا لغيره، ولا من غيره {فلا تدعو مع الله أحدا}[الجن: 18] {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [المائدة: 11]، {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23] قاله الشوكاني /12.
[3460]:فإن بدء الخلق ليس أهون من إعادته /12 منه.