أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ} (98)

شرح الكلمات :

{ فجعلناهم الأسفلين } : أي المقهورين الخائبين في كيدهم إذ نجّى الله إبراهيم .

المعنى :

وقوله تعالى { فأرادوا } أي بإِبراهيم { كيداً } أي شرا وذلك بعزمهم على إحراقه وتنفيذهم ما عزموا عليه { فجعلناهم الأسفلين } أي المتهورين المغلوبين إذ قال تعالى للنار { كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } فكانت فخرج منها إبراهيم ولم يُحرق سوى كتافيه الذي في يديه ورجليه وخيب الله سعي المشركين وأذلهم أمام إبراهيم وأخزاهم وهو معنى قوله تعالى { فجعلناهم الأخسرين } وقد جمع الله تعالى لهم بين الخسران في كل ما أملوه من عملهم والذي الذي ما فارقهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ} (98)

ولما كان هذا مسبباً عن إرادتهم لإهانته قال : { فأرادوا به } أي إبراهيم عليه السلام بسبب هذا الذي عملوه { كيداً } أي تدبيراً يبطل أمره ليعلوا أمرهم ولا يبطل بما أظهر من عجزهم دينهم { فجعلناهم } أي بعظمتنا بسبب عملهم { الأسفلين * } المقهورين بما أبطلنا من نارهم وجعلناها عليه برداً وسلاماً بضد عادتها في العمل ، فنفذ عملنا وهو خارق للعادة وبطل عملهم الذي هو على مقتضى العادة ، فظهر عجزهم في فعلهم كما ظهر عجزهم في قولهم ، بما أظهرناه من الحجة على لسان خليلنا عليه السلام ، وظهرت قدرتنا واختيارنا ، وإنما فسرت الكيد بما ذكرت لأنه المكر والخبث والاحتيال والخديعة والتدبير بحق أو باطل والحرب والخوف ، فكل هذه المعاني - كما ترى - تدور على التدبير وإعمال الفكر وإدارة الرأي .