النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ} (98)

{ فأرادوا به كيداً } يعني إحراقه بالنار التي{[2348]} أوقدوها له .

{ فجعلناهم الأسفلين } فيه أربعة أوجه :

أحدها : الأسفلين في نار جهنم ، قاله يحيى .

الثاني : الأسفلين في دحض الحجة ، قال قتادة : فما ناظروه{[2349]} بعد ذلك حتى أهلكوا .

الثالث : يعني المهلكين فإن الله تعالى عقب ذلك بهلاكهم .

الرابع : المقهورين لخلاص إبراهيم من كيدهم . قال كعب : فما انتفع بالنار يومئذٍ أحد من الناس{[2350]} وما أحرقت منه يومئذٍ إلا وثاقه .

وروت أم سبابة الأنصارية عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثها أن " إبراهيم لما ألقي في النار كانت الدواب كلها تطفئ عنه النار إلا الوزغة فإنها كانت تنفخ عليها " فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها .


[2348]:في ع الثاني بدل التي.
[2349]:في ك فما ناظرهم الله.
[2350]:في ع النار.