أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

المعنى :

{ وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد } أي كريق الرشد والصواب في حياتكم لتنجوا من العذاب وتفوزوا بالنعيم المقيم في الجنة . فقال : { يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

{ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ } معيدًا نصيحته لقومه : { يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ } لا كما يقول لكم فرعون ، فإنه لا يهديكم إلا طريق الغي والفساد .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

نصح المؤمن لقومه: {وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد} يعني طريق الهدى.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره مخبرا عن المؤمن بالله من آل فرعون "وَقالَ الّذي آمَنَ "من قوم فرعون لقومه: "يا قَوْمِ اتّبِعُونِ أهْدِكُمْ سَبِيلَ الرّشادِ" يقول: إن اتبعتموني فقبلتم مني ما أقول لكم، بيّنت لكم طريق الصواب الذي تَرشدُون إذا أخذتم فيه وسلكتموه، وذلك هو دين الله الذي ابتعث به موسى.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه نادى في قومه ثلاث مرات: في المرة الأولى دعاهم إلى قبول ذلك الدين على سبيل الإجمال، وفي المرتين الباقيتين على سبيل التفصيل. أما الإجمال فهو قوله: {يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد} وليس المراد بقوله {اتبعون} طريقة التقليد لأنه قال بعده {أهدكم سبيل الرشاد} والهدى هو الدلالة، ومن بين الأدلة للغير يوصف بأنه هداه، وسبيل الرشاد هو سبيل الثواب والخير وما يؤدي إليه؛ لأن الرشاد نقيض الغي، وفيه تصريح بأن ما عليه فرعون وقومه هو سبيل الغي...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

عبر بالفعل إشارة إلى أنه ينبغي لأدنى أهل الإيمان أن لا يحقر نفسه عن الوعظ:

{يا قوم} أي يا من لا قيام لي إلا بهم فأنا غير متهم في نصيحتهم.

{اتبعون} أي كلفوا أنفسكم اتباعي؛ لأن السعادة غالباً تكون فيما يكره الإنسان.

{أهدكم سبيل} أي طريق {الرشاد} أي الهدى؛ لأنه مع سهولته واتساعه موصل ولا بد إلى المقصود.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

أمام هذه المراوغة وهذا الاستهتار وهذا الإصرار، ألقى الرجل المؤمن كلمته الأخيرة مدوية صريحة، بعدما دعا القوم إلى اتباعه في الطريق إلى الله، وهو طريق الرشاد وكشف لهم عن قيمة هذه الحياة الزائلة؛ وشوقهم إلى نعيم الحياة الباقية وحذرهم عذاب الآخرة وبين لهم ما في عقيدة الشرك من زيف ومن بطلان...

يعود الرجل المؤمن فيقررها في مواجهة فرعون وملئه، إنه يقول في مواجهة فرعون (يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد).. وقد كان فرعون منذ لحظات يقول: (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فهو التحدي الصريح الواضح بكلمة الحق، لا يخشى فيها سلطان فرعون الجبار، ولا ملأه المتآمرين معه من أمثال هامان وقارون، وزيري فرعون فيما يقال...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{اتَّبِعُونِ أَهدِكُم سَبِيلَ الرَّشَادِ} وسبيل الرشاد مجمل، وهو على إجماله مما تتوق إليه النفوس، فربْطُ حصوله باتِّباعهم إيَّاه مما يُقبِل بهم على تلقّي ما يفسر هذا السبيل، ويسترعي أسماعهم إلى ما يقوله؛ إذ لعله سيأتيهم بما ترغبه أنفسهم؛ إذ قد يَظنون أنه نقحَ رأَيه ونخَل مقالَه وأنه سيأتي بما هو الحق الملائم لهم.

وتقدم ذكر {سبيل الرشاد} آنفاً، وأعاد النداء تأكيداً لإِقبالهم؛ إذْ لاحت بوارقه فأكمل مقدمته بتفصيل ما أجمله يذكرهم بأن الحياة الدنيا محدودة بأجل غير طويل، وأن وراءها حياةً أبدية؛ لأنه علم أن أشدّ دفاعهم عن دينهم منبعثٌ عن محبة السيادة والرفاهية، وذلك من متاع الدنيا الزائل وأن الخير لهم هو العمل للسعادة الأبدية. وقد بنَى هذه المقدمة على ما كانوا عليه من معرفة أن وراء هذه الحياة حياة أبدية فيها حقيقة السعادة والشقاء، وفيها الجزاء على الحسنات والسّيئات بالنعيم أو العذاب، إذ كانت ديانتهم تثبت حياة أخرى بعد الحياة الدنيا ولكنها حَرفت معظم وسائل السعادة والشقاوة، فهذه حقائق مسلّمة عندهم على إجمالها وهي من نوع الأصول الموضوعة في صناعة الجَدل، وبذلك تمّت مقدمة خطبته وتهيأت نفوسهم لبيان مقصده المفسِّر لإِجمال مقدمته...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

قوله تعالى : " وقال الذي آمن ياقوم اتبعون " هذا من تمام ما قاله مؤمن آل فرعون ، أي اقتدوا بي في الدين . " سبيل الرشاد " أي طريق الهدى وهو الجنة . وقيل : من قول موسى . وقرأ معاذ بن جبل " الرشاد " بتشديد الشين وهو لحن عند أكثر أهل العربية ؛ لأنه إنما يقال أرشد يرشد ولا يكون فعال من أفعل إنما يكون من الثلاثي ، فإن أردت التكثير من الرباعي قلت : مفعال . قال النحاس : يجوز أن يكون رشاد بمعنى يرشد لا على أنه مشتق منه ، ولكن كما يقال لآل من اللؤلؤ فهو بمعناه وليس جاريا عليه . ويجوز أن يكون رشاد من رشد يرشد أي صاحب رشاد ، كما قال :

كِلِينِي لهَمٍّ يا أمَيْمَة نَاصِبٍ{[13379]}

الزمخشري : وقرئ " الرشاد " فعال من رشد بالكسر كعلام أو من رشد بالفتح كعباد . وقيل : من أرشد كجبار من أجبر وليس بذاك ؛ لأن فعالا من أفعل لم يجئ إلا في عدة أحرف ، نحو دَرَّاكٍ وسَأَّرٍ وقَصَّارٍ وجَبَّارٍ . ولا يصح القياس على هذا القليل . ويجوز أن يكون نسبته إلى الرشد كعَوَّاجٍ وبَتاَّتٍ{[13380]} غير منظور فيه إلى فعل . ووقع في المصحف " اتبعون " بغير ياء . وقرأها يعقوب وابن كثير بالإثبات في الوصل والوقف . وحذفها أبو عمرو ونافع في الوقف وأثبتوها في الوصل ، إلا ورشا حذفها في الحالين ، وكذلك الباقون ؛ لأنها وقعت في المصحف بغير ياء ومن أثبتها فعلى الأصل .


[13379]:البيت للنابغة الذبياني وتمامه: * وليل أقاسيه بطيء الكواكب*
[13380]:العواج: بياع العاج، والبتات: بياع البت وهو كساء غليظ
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (38)

ولما كان فساد ما قاله فرعون أظهر من أن يحتاج إلى بيان ، أعرض المؤمن عنه تصريحاً ، ولوّح إلى ما حكاه الله عنه من أنه محيط به الهلاك تلويحاً في قوله منادياً قومه ومستعطفاً لهم ثلاث مرات : الأولى على سبيل الإجمال في الدعوة ، والأخريان على سبيل التفصيل ، فقال تعالى عنه : { وقال الذي آمن } أي مشيراً إلى وهي قول فرعون بالإعراض عنه ، وعبر بالفعل إشارة إلى أنه ينبغي لأدنى أهل الإيمان أن لا يحقر نفسه عن الوعظ : { يا قوم } أي يا من لا قيام لي إلا بهم فأنا غير متهم في نصيحتهم { اتبعون } أي كلفوا أنفسكم اتباعي لأن السعادة غالباً تكون فيما يكره الإنسان { أهدكم سبيل } أي طريق { الرشاد * } أي الهدى لأنه مع سهولته واتساعه موصل ولا بد إلى المقصود ، وأما ما قال فرعون مدعياً أنه سبيل الرشاد لا يوصل إلا إلى الخسار ، فهو تعريض به شبيه بالتصريح .