التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ} (26)

{ قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } أي : كنا في الدنيا خائفين من الله ، والإشفاق شدة الخوف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ} (26)

ثم استأنف شرح ذلك بقوله : { قالوا } أي قال كل منهم مؤكداً استلذاذاً بما أداهم إلى ما هم فيه لأنه لا{[61564]} يكاد يصدق ، مسندين النعمة بفعل الكون إلى الله الذي جبلهم جبلة خير ، مسقطين الجار إشارة إلى دوام خوفهم ، تنبيهاً على أن الخوف الحامل على الكف عن المعاصي يشترط فيه الدوام ، بخلاف الرجاء الحامل على الطاعات ، فإنه يكفي فيه ما تيسر كما تأتي الإشارة إليه بإثبات الجار : { إنا كنا قبل } أي في دار العمل { في أهلنا } على ما لهم من العدد والعدد والنعمة والسعة ، ولنا بهم من جوالب اللذة والدواعي إلى اللعب { مشفقين * } أي عريقين في الخوف من الله لا يلهينا عنه شيء مع لزومنا لما نقدر عليه من طاعته لعلمنا بأنا{[61565]} لا نقدره لما له من العظمة والجلال والكبرياء والكمال حق قدره ، وأنه لو واخذنا بأصغر ذنوبنا أهلكنا ، قال الرازي : والإشفاق : دوام الحذر مقروناً بالترحم ، وهو أن يشفق على النفس قبل أن تجمح إلى العناد ، وله أقسام : إشفاق على العمل أن يصير إلى الضياع ، وإشفاق على الخليقة لمعرفة مقاديرها ، وإشفاق على الوقت أن يشوبه تفرق وعلى القلب أن يمازجه عارض و{[61566]}على النفس أن يداخلها سبب - انتهى .


[61564]:- زيد من مد.
[61565]:- من مد، وفي الأصل: بان.
[61566]:- زيد من مد
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ} (26)

قوله : { قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } مشفقين ، من الإشفاق وهو الحذر والخوف{[4358]} ، أي قال بعضهم لبعض : إنا كنا في الدنيا خائفين من عذاب الله أن يحيق بنا .


[4358]:القاموس المحيط جـ 3 ص 258 والمصباح المنير جـ 1 ص 340.