فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ} (26)

{ قالوا : } مستأنفة جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : ماذا قال بعضهم لبعض عند التساؤل ؟ فقيل : قالوا إيماء إلى علة الوصول لما هم فيه من النعيم ومحط العلة قوله الآتي : { فمن الله علينا } { إنا كنا قبل } أي : من قبل الآخرة ، وذلك في الدنيا { في أهلنا مشفقين } أي خائفين وجلين من عذاب الله ، أو كنا خائفين من عصيان الله أو من نزع الإيمان وفوت الأمان ، أو من رد الحسنات والأخذ بالسيئات ، والمقصود إثبات خوفهم في سائر الأوقات ، والأحوال بطريق الأولى ، فإن كونهم بين أهليهم مظنة الأمن ، فإذا خافوا في تلك الحال ، فلأن يخافوا دونها أولى ، ولعل الأولى أن يجعل إشارة إلى معنى الشفقة على خلق الله ، كما أن قوله الآتي { إنا كنا من قبل ندعوه } ، إشارة إلى التعظيم لأمر الله .