تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

لما ذكر تعالى مآل السابقين - وهم المقربون - عطف عليهم بذكر أصحاب اليمين - وهم الأبرار - كما قال ميمون بن مِهْرَان : أصحاب اليمين منزلة دون المقربين ، فقال : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } أي : أي شيء أصحاب اليمين ؟ وما حالهم ؟ وكيف مآلهم{[28052]} ؟ ثم فسر ذلك فقال : { فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } .


[28052]:- (2) في أ: "وكيف حالهم".
   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

عود إلى نشر ما وقع لفُّه في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] كما تقدم عند قوله : { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } [ الواقعة : 8 ] .

وعبر عنهم هنا ب { أصحاب اليمين } وهنالك ب { أصحاب الميمنة } للتفنن .

فجملة { وأصحاب اليمين } عطف على جملة { أولئك المقربون } [ الواقعة : 8 ] عطف القصة على القصة .

وجملة { ما أصحاب اليمين } خبر عن { أصحاب اليمين } بإبهام يفيد التنويه بهم كما تقدم في قوله : { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } [ الواقعة : 8 ] . وأتبع هذا الإِبهام بما يبين بعضه بقوله : { في سدر مخضود } الخ .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ} (27)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} يقول: ما لأصحاب اليمين من الخير.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم" وأصحَابُ اليَمِينِ "وهم الذين يُؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين، الذين أُعطوا كتبهم بأيمانهم يا محمد "ما أصحَابُ اليَمِينَ" أيّ شيء هم وما لهم، وماذا أعدّ لهم من الخير

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أصحاب اليمين هم المؤمنون على ما ذكرنا.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

ثم ذكر أصحاب اليمين وعجَّب من شأنهم فقال جل ذكره: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين}.

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

والوصف أقل روعة من الوصف الأول. والحكمة في ذلك ظاهرة متسقة مع طبائع الأشياء. فالمؤمنون في مجال العمل متفاوتون، فمنهم السابق المجلي والمستغرق المتفاني، ومنهم المقتصد المتقي، بل ومنهم المقصر بعض التقصير مع حسن النية. فاقتضت حكمة التنزيل أن يعلم الناس أن لكل منهم منازل فيها رضاء الله وعطفه مع التفاوت حسب سيرهم في مجال العمل. وتعبير {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَولِينَ 39 وثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ 40} في صدد أصحاب اليمين ينطوي على ما هو المتبادر على تقرير كون أصحاب هذه المرتبة هو السواد الأعظم من المؤمنين في جميع الأوقات. وهو المتسق مع طبائع الأمور. وفي الآيات تشجيع وتطمين لأصحاب هذه المرتبة. فالله سبحانه يقبل من عباده المؤمنين عملهم الصالح مهما كان مقداره. ويرضى عنه ويثيب أصحابه.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

هذا هو الصنف الثاني من الناس يوم القيامة، هل تعرف هؤلاء الذين آمنوا بالله، والتزموا بخطه المستقيم في هدوءِ الإيمان وسلامة العمل، دون أن يبلغوا السبق في الدرجة العليا؟ وهل تعرف جزاءهم عند الله، ومكانهم في جنة الرضوان عنده؟...