تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ} (56)

يخبر الله تعالى نبيه ، صلوات الله وسلامه عليه ، عن جزعهم وفزعهم وفرقهم وهلعهم أنهم { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ } يمينًا مؤكدة ، { وَمَا هُمْ مِنْكُمْ } أي : في نفس الأمر ، { وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } أي : فهو الذي حملهم على الحلف .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ} (56)

{ ويحلفون بالله إنهم لمنكم } إنهم لمن جملة المسلمين . { وما هم منكم } لكفر قلوبهم . { ولكنهم قوم يفرقون } يخافون منكم أن تفعلوا بهم ما تفعلون بالمشركين فيظهرون الإسلام تقية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ} (56)

وقوله { ويحلفون } الآية ، أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يحلفون أنهم من المؤمنين في الدين والشريعة ثم أخبر تعالى عنهم على الجملة لا على التعيين أنهم ليسوا من المؤمنين ، وإنما هم يفزعون منهم فيظهرون الإيمان وهو يبطنون النفاق ، و «الفرق » ، الخوف ، والفروقة الجبان{[5705]} وفي المثل وفرق خير من حبين{[5706]} .


[5705]:- يقال: رجل فرق وفرُق وفروقة وفرّوق وفروقة: فزع شديد الفزع، (اللسان).
[5706]:- صيغة هذا المثل كما ذكره الميداني: "فرقا أنفع من حب"، وأول من قاله الحجاج للغضبان بن القبعثرى الشيباني، وكان قد قال لأهل العراق حين خلفوا الحجاج بقيادة ابن الجارود وأهل البصرة:" يا أهل العراق تعشّوا الجدي قبل أن يتغداكم"، فلما قتل الحجاج ابن الجارود قبض على الغضبان وجماعة، لكن عبد الملك بن مروان أمر بإخراجهم من السجن، وطلب الحجاج الغضبان وقال له: إنك لسمين، قال: من يكن ضيف الأمير يسمن، فقال: أأنت قلت لأهل العراق: تعشوا الجدي قبل أن يتغداكم؟ قال: ما نفعت قائلها ولا ضرت من قيلت فيه، فقال الحجاج: (أو فرقا خير من حب) فأرسلها مثلا يضرب في موضع قولهم: (رهبوت خير من رحموت)، أي: لأن يفرق منك فرقا خير من أن يموت. (مجمع الأمثال للميداني).