البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمٞ يَفۡرَقُونَ} (56)

{ ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون } : أي لمن جملة المسلمين .

وأكذبهم الله بقوله : وما هم منكم .

ومعنى يفرقون : يخافون القتل .

وما يفعل بالمشركين فيتظاهرون بالإسلام تقية ، وهم يبطنون النفاق ، أو يخافون اطلاع الله المؤمنين على بواطنهم فيحل بهم ما يحل بالكفار .

ولما حقر تعالى شأن المنافقين وأموالهم وأولادهم عاد إلى ذكر مصالحهم وما هم عليه من خبث السريرة فقال : ويحلفون بالله على الجملة لا على التعيين ، وهي عادة الله في ستر أشخاص العصاة .