تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ} (22)

وقوله : ( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ) أي : بعثه بعد موته ، ومنه يقال : البعث والنشور ، { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ } [ الروم : 20 ] ، { وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا } [ البقرة : 259 ] .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أصبغُ بنُ الفَرج ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث : أن دراجا أبا السمح أخبره ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يأكل الترابُ كلَّ شيء من الإنسان إلا عَجْبُ ذَنَبه{[29706]} قيل : وما هو يا رسول الله ؟ قال : " مثل حبة خردل منه ينشئون " {[29707]} .

وهذا الحديث ثابت في الصحيح من رواية الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، بدون هذه الزيادة ، ولفظه : " كل ابن آدم يَبْلى إلا عَجْبُ الذَّنَب ، منه خلق وفيه يُركَّب " {[29708]} .


[29706]:- (1) في أ: "إلا عجز الذنب".
[29707]:- (2) ورواه الحاكم في المستدرك (4/609) من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب به، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" قلت: دراج عن أبي الهيثم ضعيف.
[29708]:- (3) صحيح البخاري برقم (4814)، وصحيح مسلم برقم (2955)
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ} (22)

ثم إذا شاء أنشره وعد الإماتة والإقبار في النعم لأن الإماتة وصلة في الجملة إلى الحياة الأبدية واللذات الخالصة والأمر بالقبر تكرمة وصيانة عن السباع وفي إذا شاء إشعار بأن وقت النشور غير متعين في نفسه وإنما هو موكول إلى مشيئته تعالى .