تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (18)

ثم قال : { وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ } أي : يوضح لكم الأحكام الشرعية والحِكَمَ القَدَريّة ، { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي : عليم بما يصلح عباده ، حكيم في شَرْعه وقَدَره .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (18)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَيُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الآياتِ": ويفصّل الله لكم حججه عليكم بأمره ونهيه، ليتبين المطيع له منكم من العاصي، والله عليم بكم وبأفعالكم، لا يخفي عليه شيء، وهو مجاز المحسنَ منكم بإحسانه والمسيء بإساءته، حكيم في تدبير خلقه وتكليفه ما كلّفهم من الأعمال وفرضه ما فرض عليهم من الأفعال.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

"ويبين الله لكم الآيات" في بيان ذلك وبراءتهم، أو يبين أوامره ونواهيه

"والله عليم حكيم" أي عليم بكل شيء من قول أو فعل، حكيم يضع كل شيء موضعه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ويبين الله لكم الدلالات على علمه وحكمته بما ينزل عليكم من الشرائع، ويعلمكم من الآداب الجميلة، ويعظكم به من المواعظ الشافية، والله عالم بكل شيء، فاعل لما يفعله بدواعي الحكمة.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

فالمراد من الآيات ما به يعرف المرء ما ينبغي أن يتمسك به، ثم بين أنه لكونه عليما حكيما يؤثر بما يجب أن يبينه ويجب أن يطاع لأجل ذلك، لأن من لا يكون عالما لا يجب قبول تكليفه، لأنه قد يأمر بما لا ينبغي، ولأن المكلف إذا أطاعه فقد لا يعلم أنه أطاعه، وحينئذ لا يبقى للطاعة فائدة، وأما من كان عالما لكنه لا يكون حكيما فقد يأمره بما لا ينبغي فإذا أطاعه المكلف فقد يعذب المطيع وقد يثيب العاصي، وحينئذ لا يبقى للطاعة فائدة، وأما إذا كان عليما حكيما فإنه لا يأمر إلا بما ينبغي ولا يهمل جزاء المستحقين، فلهذا ذكر هاتين الصفتين.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: يوضح لكم الأحكام الشرعية والحِكَمَ القَدَريّة، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي: عليم بما يصلح عباده، حكيم في شَرْعه وقَدَره.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

أي ينزلها مبينة ظاهرة الدلالة على معانيها، والمراد بها الآيات الدالة على الشرائع ومحاسن آداب معاملة المسلمين، وإظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لتفخيم شأن البيان. {والله عَلِيمٌ} بأحوال جميع مخلوقاته جلها ودقها {حَكِيمٌ} في جميع أفعاله..

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ} المشتملة على بيان الأحكام، والوعظ، والزجر، والترغيب، والترهيب، يوضحها لكم توضيحا جليا. {وَاللَّهُ عَلِيمٌ} أي: كامل العلم عام الحكمة، فمن علمه وحكمته، أن علمكم من علمه، وإن كان ذلك راجعا لمصالحكم في كل وقت.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(والله عليم حكيم) يعلم البواعث والنوايا والغايات والأهداف؛ ويعلم مداخل القلوب، ومسارب النفوس. وهو حكيم في علاجها، وتدبير أمرها، ووضع النظم والحدود التي تصلح بها..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والآيات: آيات القرآن النازلة في عقوبة القذف وموعظة الغافلين عن المحرمات.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

الآيات ظاهر القول أنها هي الآيات القرآنية الدالة على المواعظ الشرعية، والرحمة بالجماعة الإسلامية، فإن القرآن موعظة ورحمة وهدى، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)} [يونس] ويكون المعنى على ذلك:"ويبين لكم الآيات"، أي ينزل عليكم سبحانه وتعالى آيات مبينة الأحكام الشرعية، والمواعظ الموجهة إلى الخير، والداعية إلى الرشاد، والهادية، وتضمن البيان مع الإنزال، لأن الإنزال من الله تعالى هو بيان الحقائق الإسلامية. وإن هذه الآيات هي الملائمة الرائدة للجماعة الإسلامية المرشدة لها، التي تتجه بها نحو سيادة الفضيلة، والله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ما فيه الخير والرشاد، ولذا عقب الآية الكريمة بقوله عز من قائل {والله عليم حكيم} أي أنه سبحانه وتعالى ينزل عليكم أنه عالم بكل شيء يعلم ما يسر وما يعلن، وأنه حكيم يعالج آفات الجماعات بحكمته وتدبيره، ويشرع ما هو جدير بعلمه وحكمته، وما يصلح مالهم وعامة أمورهم، ويجعلهم جماعة فاضلة، وأنها خير أمة أخرجت للناس.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيات} التي تحدد لكم الخط المستقيم في الحياة، والاتجاه السليم في حركة السلوك، على مستوى علاقة الإنسان بنفسه وبالآخرين {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} يعلم ما يصلحكم، ويتصرف معكم ومع الكون كله من موقع الحكمة المطلقة، التي لا تضع شيئاً إلا بحساب، ولا ترفع شيئاً إلا بتدبير.