تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

يقول تعالى مخبرًا عن الأمم الماضين ، وما حل بهم من العذاب والنكال ، في مخالفة الرسل والتكذيب بالحق ، فقال : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ } أي : خبرهم وما كان من أمرهم ، { فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ } أي : وخيم تكذيبهم ورديء أفعالهم ، وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : في الدار الآخرة مضاف إلى هذا الدنيوي .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: ألم يأتكم أيها الناس خبر الذين كفروا من قبلكم، وذلك كقوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط" فَذَاقُوا وَبالَ أمْرِهِمْ "فمسّهم عذاب الله إياهم على كفرهم "وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ" يقول: ولهم عذاب مؤلم موجع يوم القيامة في نار جهنم، مع الذي أذاقهم الله في الدنيا وبال كفرهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي قد أتاكم نبأ الذين كفروا من قبل وما نزل بهم حين كفروا، وعاندوا. ومعنى ذلك أن الله تعالى قد حذرهم بما يكون في الآخرة من ألوان العذاب، فلم يتعظوا لما لم يكونوا يؤمنون بالبعث. فلما لم ينجع فيهم ذلك حذرهم بعقوبات تنزل بهم لو لم ينتهوا عما هم فيه من الطغيان...

{فذاقوا وبال أمرهم}: أي شدة أمرهم... {ولهم عذاب أليم} فيه إخبار أن ما نزل بهم من العذاب في الدنيا، لم يكفر عنهم ذنب الكفر، وأن عذاب الدنيا إنما كان جزاء شركهم في الكفر، وأنه يعذبهم في الآخرة عذاب الكفر والشرك...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم خاطب نبيه (صلى الله عليه وآله) والمؤمنين فقال (ألم يأتكم نبؤ الذين كفروا من قبل) يعني من قبل هؤلاء الكفار (فذاقوا وبال أمرهم) أي بما سلطه الله عليهم بأن أهلكهم الله عاجلا واستأصلهم. (ولهم عذاب اليم) أي مؤلم يوم القيامة...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

المراد من ذلك هو الاعتبار بِمَنْ سَلَفَ، ومَنْ لم يعتبِرْ عَثَرَ في مَهْوَاةٍ من الأمَلِ، ثم لا يَنْتَعِشُ إلاّ بعد فواتِ الأمرِ من يده...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «وبال الأمر»: مكروهه، وما يسوء منه...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} أي: خبرهم وما كان من أمرهم، {فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} أي: وخيم تكذيبهم ورديء أفعالهم، وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: في الدار الآخرة مضاف إلى هذا الدنيوي.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

والوبالُ: الثقلُ والشدةُ المترتبةُ على أمرٍ من الأمورِ، وأمرُهُم كفرُهُم عبرَ عنْهُ بذلكَ للإيذانِ بأنه أمرٌ هائلٌ وجنايةٌ عظيمةٌ أي ألم يأتكم خبرُ الذينَ كفرُوا من قبلُ فذاقُوا من غيرِ مهلةٍ ما يستتبعُه كفرُهُم في الدُّنيا {وَلَهُمْ} في الآخرةِ {عَذَابٌ أَلِيمٌ} لا يُقادرُ قدرُهُ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

الاستفهام قد يكون لإنكار حالهم بعد ما جاءهم من نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم. وقد يكون للفت أنظارهم إلى هذا النبأ الذي يقصه عليهم. وهم كانوا يعرفون ويتناقلون أنباء بعض الهلكى من الغابرين. كعاد وثمود وقرى لوط. وهم يمرون عليها في شبه الجزيرة، في رحلاتهم للشمال والجنوب...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والاستفهام تقريري، والتقريري يؤتى معه بالجملة منفية توسعة على المقرر إن كان يريد الإِنكار حتى إذا أَقرّ لم يستطع بعد إقراره إنكاراً لأنه قد أعذر له من قبل بتلقينه النفي... والذَّوق مجاز في مطلق الإِحساس والوِجدان، شبه ما حلّ بهم من العذاب بشيء ذي طعم كريه يذوقه من حلّ به ويبتلعه لأن الذوق باللسان أشد من اللمس باليد أو بالجلد. والمعنى: أحسوا العذاب في الدنيا إحساساً مكيناً...