فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

{ ألم يأتكم } استفهام توبيخ أو تقرير { نبأ الذين كفروا من قبل } أي من قبلكم ، وهم كفار الأمم الماضية ، كقوم نوح وعاد وثمود والخطاب لكفار العرب ، وقوله : { فذاقوا وبال أمرهم } معطوف عليه كفروا ، عطف المسبب على السبب ، وعبر عن العقوبة بالوبال إشارة إلى أنها كالشيء الثقيل المحسوس ، وذلك لن الوبال في الأصل الثقل والشدة ، ومنه الوبيل للطعام الذي يثقل على المعدة ، والوابل المطر الثقيل القطر ، والمراد بأمرهم هنا ما وقع منهم من الكفر والمعاصي ، والوبال ما أصيبوا به من عذاب الدنيا { ولهم عذاب أليم } في الآخرة وهو عذاب النار .