تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

الآية 5 وقوله تعالى : { ألم يأتيكم نبؤا الذين كفروا من قبل } فتأويله عندنا ، والله أعلم ، أي قد أتاكم نبأ الذين كفروا من قبل وما نزل بهم حين كفروا ، وعاندوا . ومعنى ذلك أن الله تعالى قد حذرهم بما يكون في الآخرة من ألوان العذاب ، فلم يتعظوا لما لم يكونوا يؤمنون بالبعث . فلما لم ينجع فيهم ذلك حذرهم بعقوبات تنزل بهم لو لم ينتهوا عما هم فيه من الطغيان .

وقوله تعالى : { فذاقوا وبال أمرهم } [ أي شدة أمرهم ]{[21330]} ويحتمل أن يكون عاقبة أمرهم .

وقوله تعالى : { ولهم عذاب أليم } فيه إخبار أن ما نزل بهم من العذاب في الدنيا ، لم يكفر عنهم ذنب الكفر ، وأن عذاب الدنيا إنما كان جزاء شركهم{[21331]} في الكفر ، وأنه يعذبهم في الآخرة عذاب الكفر والشرك ، والله أعلم


[21330]:ساقطة من وم
[21331]:في الأصل وم: شرهم