تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ} (15)

وقوله : ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وابن زيد : هي الملائكة . وقال وهب بن منبه : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال قتادة : هم القراء . وقال ابن جريج ، عن ابن عباس : السفرة بالنبطية : القراء .

وقال ابن جرير : الصحيح أن السفرة الملائكة ، والسفرة يعني بين الله وبين خلقه ، ومنه يقال : السفير : الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير ، كما قال الشاعر :

ومَا أدَعُ السّفَارَة بَين قَومي *** وَما أمْشي بغش إن مَشَيتُ{[29696]}

وقال البخاري : سَفَرةٌ : الملائكة . سَفرت : أصلحت بينهم . وجعلت الملائكةُ إذا نزلت بوَحْي الله وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم{[29697]} .


[29696]:- (4) تفسير الطبري (30/35).
[29697]:- (5) صحيح البخاري (8/691) "فتح".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ} (15)

وقوله : بِأيْدِي سَفَرةٍ يقول : الصحف المكرّمة بأيدي سَفَرة ، جمع سافر .

واختلف أهل التأويل فيهم ما هم ؟ فقال بعضهم : هم كَتَبة . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : بِأيْدِي سَفَرَةٍ يقول : كَتَبة .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : بِأيْدِي سَفَرةٍ قال : الكَتَبة .

وقال آخرون : هم القُرّاء . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرّمَةٍ مَرْفُوَعَةٍ مُطَهّرَةٍ بِأيْدِي سَفَرةٍ قال : هم القرّاء .

وقال آخرون : هم الملائكة . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس بِأيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ يعني الملائكة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : بِأيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قال : السّفَرة : الذين يُحْصون الأعمال .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : هم الملائكة الذين يَسْفِرون بين الله ورسله بالوحي . وسفير القوم : الذي يسعى بينهم بالصلح ، يقال : سَفَرت بين القوم : إذا أصلحت بينهم ومنه قول الشاعر :

وَما أدَعُ السّفارَةَ بَينَ قَوْمي *** وَما أمْشِي بِغِشَ إنْ مَشَيْتُ

وإذا وُجّه التأويل إلى ما قلنا ، احتمل الوجه الذي قاله القائلون هم الكَتَبة ، والذي قاله القائلون هم القُرّاء ، لأن الملائكة هي التي تقرأ الكتب ، وتَسْفِر بين الله وبين رسله .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ} (15)

بأيدي سفرة كتبة من الملائكة أو الأنبياء ينتسخون الكتب من اللوح أو الوحي أو سفراء يسفرون بالوحي بين الله تعالى ورسله أو الأمة جمع سافر من السفر أو السفارة والتركيب للكشف يقال سفرت المرأة إذا كشفت وجهها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ} (15)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"بِأيْدِي سَفَرةٍ "يقول: الصحف المكرّمة بأيدي سَفَرة، جمع سافر. واختلف أهل التأويل فيهم ما هم؟

فقال بعضهم: هم كَتَبة...

وقال آخرون: هم القُرّاء...

وقال آخرون: هم الملائكة...

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: هم الملائكة الذين يَسْفِرون بين الله ورسله بالوحي. وإذا وُجّه التأويل إلى ما قلنا، احتمل الوجه الذي قاله القائلون هم الكَتَبة، والذي قاله القائلون هم القُرّاء، لأن الملائكة هي التي تقرأ الكتب، وتَسْفِر بين الله وبين رسله.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

واعلم أن أصل السفارة من الكشف، والكاتب إنما يسمى سافرا لأنه يكشف، والسفير إنما سمي سفيرا أيضا لأنه يكشف، وهؤلاء الملائكة لما كانوا وسائط بين الله وبين البشر في البيان والهداية والعلم، لا جرم سموا سفرة...

الشعراوي- 1419هـ:

و«السفرة الكرام البررة».. إما أن تكون من السفارة العلوية التي هي بين الملائكة وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبيننا، أو أن الذين سينقلونه إلينا هنا سينقلونه إلينا بكل أمانة؛ ولذلك تنظر فتجد دقة في التلاوة، ودقة في الأحكام، ودقة في التوثيق.

ولذلك سيظل المنهج محفوظاً بإذن الله كما وعد الحق سبحانه وتعالى بقوله: {إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون (9)} [الحجر]. وبذلك يصبح لا حجة لإنسان في أن لا يؤمن به.

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

وسموا سفرة لأنهم كتبة...

المهم أن السفرة هم الملائكة وسموا سفرة لأنهم كتبة يكتبون، وسموا سفرة لأنهم سفراء بين الله وبين الخلق، فجبريل عليه الصلاة والسلام واسطة بين الله وبين الخلق في النزول بالوحي، والكتبة الذين يكتبون ما يعمل الإنسان أيضاً يكتبونه ويبلغونه إلى الله عز وجل، والله تعالى عالم به حين كتابته وقبل كتابته...