صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (173)

{ وإن جندنا } أي حزبنا ، وهم الرسل وأتباعهم . والجند : الأنصار والأعوان . { لهم الغالبون } والمراد بالنصرة والغلبة : ما كان بالحجة ، أو ما كان بها دائما ، وفي مواطن والأعوان . على أن العاقة المحمودة لهم على كل حال ؛ كما قال تعالى : " والعاقبة للمتقين " .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (173)

{ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } جند الله : حزبه من النبيين والمتقين السائرين على شرعه ومنهجه للعالمين فقد سبقت كلمة الله في الأزل أن هؤلاء المؤمنين المخلصين ، لهم الغلبة والظهور على الكافرين الظالمين وهذه سنة الله في عباده أن جعل النصر والغلبة لجنده المتقين ، وجعل الذلة والخزي والصَّغار على المجرمين الذين يُحادّون الله ورسله ويتصدون لدين الله ومنهجه وشرعه بالتكذيب والتشكيك والصَّدّ . ذلك وعد من الله لجنده المؤمنين الصادقين ، السائرين على صراطه المستقيم ، ولا ينافي ما يصيب المسلمين من هزائم ونكسات في كثير من الأحوال ؛ فسنة الله أن يبتلى المسلمون في أنفسهم وأموالهم وأوطانهم وكراماتهم في أحوال عصيبة مريرة . وما كان ذلك ليكون لولا تفريط المسلمين في دينهم ، ونكولهم عن فريضة الجهاد وانشغالهم بزينة الحياة الدنيا .

وكيفما تكن الأمور والأحداث والابتلاءات فإن العاقبة لعباد الله المؤمنين المتقين الصابرين ؛ فهم الغالبون لا محالة ، وهم الوارثون لنصر الله ، لتكون لهم الهيمنة والغلبة في النهاية وتكون لهم العزة والاستعلاء ويكون الدين كله لله .