صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يُطَافُ عَلَيۡهِم بِكَأۡسٖ مِّن مَّعِينِۭ} (45)

{ بكأس . . . } هو إناء فيه شراب ؛ فإن لم يكن فيه شراب فهو قدح . ويسمى الشراب نفسه كأسا ، فيقال : شربت كأسا ؛ من تسمية الشيء باسم محله . { من معين } أي من نهر معين أو شراب معين . أي خارج من العيون والمنابع ؛ من عان الماء إذا نبع . أو ظاهر للعيون جار على وجه الأرض كالأنهار ؛ من عان الماء إذا ظهر . ووصفت الكأس بكونها من معين لإفادة كثرة الخمر في الجنة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يُطَافُ عَلَيۡهِم بِكَأۡسٖ مِّن مَّعِينِۭ} (45)

ولما كان ذلك لا يكمل إلا بالشراب ، وكان المقصود الطواف فيه ، لا كونه من معين ، قال : { يطاف } بالبناء للمفعول وكأنها يدلى إليهم من جهة العلو ليكون أشرف لها وأصون ، فنبه على ذلك بأداة الاستعلاء فقال : { عليهم } أي وهم فوق أسرتهم كالملوك { بكأس } أي إناء فيه خمر ، قالوا : وإن لم يكن في الزجاجة خمر فهي قدح ، ولا تسمى كأساً إلا والخمر فيها { من معين * } أي من خمر جارية في أنهارها ، ظاهرة للعيون تنبع كما ينبع الماء لا يعالجونها بعصير ، ولا يحملهم على الرفق بها والتقصير فيها نوع تقصير ، قال الرازي : إنما سميت به إما من ظهورها للعين أو لشدة جريها من الإمعان في السير أو لكثرتها من المعن ، وهو الكثير ، وسمي الماعون لكثرة الانتفاع به ، ويقال : مشرب ممعون : لا يكاد ينقطع .