ولما ذكر المأكل والمسكن ذكر بعده صفة المشرب فقال : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } . والكأس من الزجاج ما دام فيها شراب وإلا فهو قَدَح . وقد يطلق الكأس على الخمر نفسها وهو مجاز سائغٌ{[46955]} وأنشد :
4193- وَكَأس شَرِبْتُ عَلَى لذَّةٍ . . . وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا{[46956]}
و «مِنْ مَعين » صفة «لكأسٍ »{[46957]} . والمعين معناه الخَمر الجارية في الأنهار ، أي ظاهرة تراها العيون وتقدم الكلام في مَعِين{[46958]} . وعن الأخفش : كل كأس في القرآن فهي الخَمْر{[46959]} وقوله : { مِنْ مَعِين } أي من شراب مَعِينٍ أو من نَهْرٍ مَعِينٍ . المَعِينُ مأخوذ من عين الماء أي يخرج من العيون كما يخرج الماء ، وسمي ( م ){[46960]} عِيناً لظهوره ، يقال : عَانَ الماءُ إذا ظهر جارياً ، ( قاله{[46961]} ثعلب ) فهو مَفْعُول من العَيْن نحو : مَبِيع ومَكِيلٍ ، وقيل : سمي معيناً لأنه يجري ظاهر العين كما تقدم . ويجوز أن يكون فعيلاً من المعين وهو الماء الشديد الجري ، ومنه أمْعَنَ في الجَرْيِ إذا اشتد فيه{[46962]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.