صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

{ ونيسرك لليسرى } نوفقك توفيقا مستمرا للطريقة اليسرى في كل باب من أبواب الدين : علما وعملا ، واهتداء وهداية . ومن ذلك تيسير تلقى الوحي ، والإحاطة بما فيه مما يتعلق بتكميل نفسه وتكميل غيره . وقيل : اليسرى هي الأمور الحسنة هي الدين والدنيا والآخرة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

نيسّرك لليسرى : نوفقك إلى طريق الخير .

ثم يزيد البشارة فيقول : { وَنُيَسِّرُكَ لليسرى } ونوفّقك للطريقة السهلة . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اليُسر في كل الأمور .

روت عائشة رضي الله عنها أنه ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما . رواه البخاري ومسلم . وكلُّ سيرته مبنيّة على اليسر ، وأحاديثه تحضُّ على اليسر والسماحة والرِفق في تناول الأمور .

لقد منّ الله عليه بهذه البشرى : أَقرأه فلا ينسى إلا ما شاءَ الله ، ويسّره لليسرى حتى ينهضَ بالأمانة الكبرى . فلهذا أُعِد ولهذا يُسّر .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

{ ونيسرك لليسرى } قال مقاتل : نهون عليك عمل أهل الجنة -وهو معنى قول ابن عباس- ونيسرك لأن تعمل خيراً . واليسرى : عمل الخير . وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة . وقيل : هو متصل بالكلام الأول معناه : أنه يعلم الجهر مما تقرؤه على جبريل إذا فرغ من التلاوة ، { وما يخفى } ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان ، ثم وعده فقال : { ونيسرك لليسرى } يعني : نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعلمه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ونسهلك يا محمد لعمل الخير ، وهو اليُسرَى، واليُسرَى : هو الفُعلى من اليسر . ...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

وقيل : هو متصل بالكلام الأول معناه : نعلم الجهر مما تقرأه يا محمد على جبريل إذا فرغ من التلاوة عليك ، وما يخفى ما تقرأه في نفسك مخافة ان تنساه . ثم وعده فقال : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } أي يهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعلمه وتعمل به ، وقيل : ويوفقك للشريعة اليسرى ، وهي الحنفية السمحة . ...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أي نسهل لك العمل المؤدي إلى الجنة، فاليسرى عبارة عن الجنة هنا ، واليسرى الكبرى في تسهيل الخير بها، واليسرى الفعلى من اليسر ، وهو سهولة عمل الخير . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

معناه : نذهب بك نحو الأمور المستحسنة في دنياك وأخراك من النصر والظفر وعلو الرسالة والمنزلة يوم القيامة ، والرفعة في الجنة . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

......................................................

المسألة الثانية : لسائل أن يسأل فيقول العبارة المعتادة أن يقال : جعل الفعل الفلاني ميسرا لفلان ، ولا يقال : جعل فلان ميسرا للفعل الفلاني، فما الفائدة فيه ههنا؟

( الجواب ) : أن هذه العبارة كما أنها اختيار القرآن في هذا الموضع ، وفي سورة الليل أيضا ، فكذا هي اختيار الرسول في قوله عليه السلام : «اعملوا فكل ميسر لما خلق له » وفيه لطيفة علمية ، وذلك لأن ذلك الفعل في نفسه ماهية ممكنة قابلة للوجود والعدم على السوية ، فما دام القادر يبقى بالنسبة إلى فعلها وتركها على السوية امتنع صدور الفعل عنه ، فإذا ترجح جانب الفاعلية على جانب التاركية ، فحينئذ يحصل الفعل ، فثبت أن الفعل ما لم يجب لم يوجد ، وذلك الرجحان هو المسمى بالتيسير ، فثبت أن الأمر بالتحقيق هو أن الفاعل يصير ميسرا للفعل ، لا أن الفعل يصير ميسرا للفاعل ، فسبحان من له تحت كل كلمة حكمة خفية وسر عجيب يبهر العقول .

المسألة الثالثة : إنما قال : { ونيسرك لليسرى } بنون التعظيم لتكون عظمة المعطى دالة على عظمة العطاء ، نظيره قوله تعالى : { إنا أنزلناه } { إنا نحن نزلنا الذكر } { إنا أعطيناك الكوثر } دلت هذه الآية على أنه سبحانه فتح عليه من أبواب التيسير والتسهيل ما لم يفتحه على أحد غيره ، وكيف لا وقد كان صبيا لا أب له ولا أم له نشأ في قوم جهال ، ثم إنه تعالى جعله في أفعاله وأقواله قدوة للعالمين ، وهديا للخلق أجمعين . ...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ، ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ ونيسرك } أي نجعلك أنت مهيأ مسهلاً مليناً موفقاً { لليسرى } أي في حفظ الوحي وتدبره وغير ذلك من الطرائق والحالات كلها التي هي لينة سهلة خفيفة - كما أشار إليه قوله : " كل ميسر لما خلق له " ولهذا لم يقل : ونيسر لك ، لأنه هو مطبوع على حبها . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والبشرى الثانية الشاملة : ( ونيسرك لليسرى ) . . بشرى لشخص الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وبشرى لأمته من ورائه . وتقرير لطبيعة هذا الدين ..... . وإن هاتين الكلمتين : ( ونيسرك لليسرى ) ، لتشتملان على حقيقة من أضخم حقائق هذه العقيدة ، وحقائق هذا الوجود أيضا . فهي تصل طبيعة هذا الرسول بطبيعة هذه العقيدة بطبيعة هذا الوجود .. . إن الذي ييسره الله لليسرى ليمضي في حياته كلها ميسرا . ... اليسر في يده . واليسر في لسانه . واليسر في خطوه . واليسر في عمله . واليسر في تصوره . واليسر في تفكيره . واليسر في أخذه للأمور . واليسر في علاجه للأمور . اليسر مع نفسه واليسر مع غيره . وهكذا كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] في كل أمره . . ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما كما روت عنه عائشة - رضي الله عنها ...... وحيثما سار الإنسان مع هذه العقيدة وجد اليسر ومراعاة الطاقة البشرية ، والحالات المختلفة للإنسان ، والظروف التي يصادفها في جميع البيئات والأحوال . . العقيدة ذاتها سهلة التصور . إله واحد ليس كمثله شيء

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والتيسير : جعل العمل يسيراً على عامله . ومفعول فعل التيسير هو الشيء الذي يُجعل يسيراً ، أي غير صعب ويذكر مع المفعول الشيءُ المجعول الفعل يسيراً لأجله مجروراً باللام كقوله تعالى : { ويسر لي أمري } [ طه : 26 ] ....

وقوله : { ونيسرك لليسرى } إن حمل على ظاهر نظم الكلام وهو ما جرى عليه المفسرون . فالتيسير مستعار للتهيئة والتسخير ، أي قوة تمكينه صلى الله عليه وسلم من اليُسرى وتصرفه فيها بما يأمر الله به ، أي نُهيئك للأمور اليسرى في أمر الدّين وعواقبه من تيسير حفظ القرآن لك وتيسير الشريعة التي أرسلتَ بها وتيسير الخير لك في الدنيا والآخرة . وهذه الاستعارة تحسِّنها المشاكلة . ... ومعنى اللام في قوله : { لليسرى } العلةُ ، أي لأجل اليسرى ، أي لقبولها ، ونحوُه قول النبي صلى الله عليه وسلم " كلٌّ مُيَسرٌ لِما خُلق له " وتكون هذه الآية على مهيع قوله تعالى : { فسنيسره لليسرى } وقوله : { فسنيسره للعسرى } في سورة الليل ( 7 10 ) . ويجوز أن يجعل الكلام جارياً على خلاف مقتضى الظاهر بسلوك أسلوب القلب وأن الأصل : ونيسر لك اليسرى ، أي نجعلها سهلة لك فلا تشقّ عليك فيبقى فعل : « نيسرك » على حقيقته ، وإنما خولف عَمله في مفعوله والمجرورِ المتعلق به على عكس الشائع في مفعوله والمجرورِ المتعلق به . ... وفي وصفها ب { اليسرى } إيماء إلى استتباب تيسره لها بما أنها جُعلت يسرى ، فلم يبق إلا حفظه من الموانع التي يشق معها تلقي اليسرى . ... فاشتمل الكلام على تيسيرين : تيسير ما كلف به النبي صلى الله عليه وسلم أي جعله يسيراً مع وفائه بالمقصود منه ، وتيسير النبي صلى الله عليه وسلم للقيام بما كلف به ... والمعنى : وعْد الله إياه بأنه يسره لتلقي أعباء الرسالة فلا تشق عليه ولا تحرجه تطميناً له إذ كان في أول أمر إرساله مشفقاً أن لا يفي بواجباتها . أي أن الله جعله قابلاً لتلقّي الكمالات وعظائم تدبير الأمة التي من شأنها أن تشق على القائمين بأمثالها . ...

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

{ ونيسرك لليسرى } ، وهذه البشرى مزدوجة ، بشارة بما يرافق حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أمته من لطف وعناية وتيسير ، وبشارة بما يميز شريعته من سماحة وبعد عن كل حرج أو تعسير ، ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

( ونيسّرك لليسرى ) . أي ، إخبار النبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصعوبة الطريق في كافة محطاته ، من تلقي الوحي وحفظه حتى البلاغ والنشر والتعليم والعمل به ، وتطمئنه بالرعاية والعناية الربانية ، بتذليل صعابه من خلال تيسيرها له( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ويمكن كذلك أن تكون إشارة الآية إلى أن طبيعة الرسالة الإسلامية والتكاليف التي تضمّنتها ، طبيعة سهلة وسمحة ، خالية من الحرج والمشقّة . وهذا المعنى يعطي شمولية أكثر لمفهوم الآية ، بالرغم من أنّ أكثر المفسّرين قد حددوا الآية ببعد واحد من أبعاد مفهومها . وحقّاً ، فلولا توفيق اللّه وتيسيره للنبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أمكنه من التغلب على كل تلك المشاكل والصعاب التي واجهته في حياته الرسالية ، وحياته الشريفة تنطق بذلك . فنراه بسيطاً في لباسه ، قنوعاً في طعامه ، متواضعاً في ركوبه ، وتارة ينام على الفراش واُخرى على التراب بل وعلى رمال الصحراء أيضاً . فليس في حياته الشريفة أيّ تكلف ، ولا أدنى تشريف من التشريفات الزائفة الواهية المحيطة بزعماء ورؤساء أيّ قوم أو اُمّة . ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

{ ونيسرك لليسرى } أي نهون عليك الشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

" ونيسرك " : معطوف على " سنقرئك " وقوله : " إنه يعلم الجهر وما يخفى " اعتراض . ومعنى " لليسرى " أي للطريقة اليسرى ، وهي عمل الخير . قال ابن عباس : نيسرك لأن تعمل خيرا . ابن مسعود : " لليسرى " أي للجنة . وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى ، وهي الحنيفية السمحة السهلة . قال معناه الضحاك . وقيل : أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

ولما ذكر الإلهيات والنبوة وأشير إلى النسخ ، أشار إلى أن الدين المشروع له هو الحنيفية السمحة ، وأنه سبحانه وتعالى لا يقيمه في شيء بنسخ أو غيره إلا كان هو الأيسر له-{[72876]} والأرفق ، لأن الرفق والعنف يتغيران بحسب الزمان ، فقال مبيناً للقوة العملية أثر بيانه للعلمية{[72877]} : { ونيسرك } أي نجعلك أنت مهيأ مسهلاً مليناً-{[72878]} موفقاً { لليسرى * } أي في حفظ الوحي وتدبره{[72879]} وغير ذلك من الطرائق{[72880]} والحالات كلها التي هي لينة سهلة خفيفة{[72881]} - كما أشار إليه قوله : " كل ميسر لما خلق له " ولهذا لم يقل : ونيسر لك ، لأنه هو مطبوع على حبها .


[72876]:زيد من ظ و م.
[72877]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72878]:زيد من ظ و م.
[72879]:في ظ: تدبيره.
[72880]:في ظ: الطريق.
[72881]:من ظ و م، وفي الأصل: حنيفه.