اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

قوله : { وَنُيَسِّرُكَ لليسرى } : عطف على «سنُقْرِئُكَ فلا تَنْسَى » ، فهو داخل في حيز التنفيس ، وما بينهما من الجملة اعتراض .

واليسرى : هي الطَّريقة اليسرى ، وهي أعمال الخير ، والتقدير : سنقرئك فلا تنسى ، ونوفقك للطريقة التي هي أسهل وأيسر ، يعني في حفظ القرآن .

[ قال ابن مسعود : اليسرى الجنة أي نيسرك للعمل المؤدي إلى الجنة{[59911]} وقيل نهوّن عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به وقيل نوفقك للشريعة لليسرى وهي الحنيفية السهلة السمحة ، قال الضحاك : ] {[59912]} فإن قيل : المعهود في الكلام أن يقال : يسر الأمر لفلان ، ولا يقال : يسر فلان للأمر .

فالجواب أن هذه العبارة كأنها اختيار القرآن هنا وفي سورة «والليل » ، فكذا هي اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : «اعمَلُوا فكُلٌّ ميسَّرٌ لمَا خُلقَ لهُ » ، وفيه لطيفة : وهي أن الفاعل لا يترجح عند الفعل عن الترك ، ولا عكسه ، إلاَّ لمرجح ، وعند ذلك المرجح يجب الفعل ، فالفاعل إذن ميسر للفعل ، إلاَّ أن الفعل ميسر للفاعل ، فذلك الرجحان هو المسمى ب «التيسير » .


[59911]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/254)، وينظر المصدر السابق.
[59912]:سقط من: ب.