صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} (35)

{ أفنجعل المسلمين كالمجرمين } لما سمع المشركون قوله تعالى : " إن المتقين عند ربهم جنات النعيم " قالوا : إن الله فضلنا عليكم في الدنيا ، فإن صح أن هناك بعثا فلا بد أن يفضلنا عليكم في الآخرة ، وإن لم يحصل تفضيل فلا أقل من المساواة ؛ فنزلت الآية . أي أنحيف في الحكم فنجعل الذين خضعوا لنا بالطاعة والعبادة ، كالذين اكتسبوا المآثم وارتكبوا المعاصي ؟ كلا ! وقد وبّخهم الله باستفهامات سبعة : أولها – هذا . والثاني – " مالكم " . والثالث – " " كيف تحكمون . والرابع – " أم لكم كتاب " . والخامس – " أم لكم أيمان " . والسادس – " أيهم بذلك زعيم " . والسابع – " أم لهم شركاء " .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} (35)

فردّ الله تعالى عليهم ما قالوا وأكد فوزَ المتقين فقال :

{ أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ! }

لا يجوز أن نظلمَ في حُكمنا فنجعلَ المسلمين كالكافرين ونسوّيَ بينهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} (35)

فقال : " أفنجعل المسلمين كالمجرمين " أي كالكفار . وقال ابن عباس وغيره : قالت كفار مكة : إنا نعطى في الآخرة خيرا مما تعطون ، فنزلت " أفنجعل المسلمين كالمجرمين "

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} (35)

ولما كان عدم إيراث كل من الفريقين الدار التي تقدم وصفها تسوية بين المحسن والمسيء ، وكان ذلك لا يليق بحكيم أن يفعله ، وجب إنكاره لتحقق أن ما أخبر به سبحانه لا يكون إلا كذلك{[67625]} لا سيما وقد كان الكفار يقولون : إنهم كالمسلمين أو أحسن حالاً منهم ، وذلك أنه إن كان لا بعث ، كما كانوا يظنون ، فقد استووا فيما بعده {[67626]}مع ما{[67627]} فضلوهم به في الدنيا من اتباع الأهواء والظفر باللذائذ ، وإن كان ثم بعث {[67628]}فقد كانوا{[67629]} يقولون لشبهة دعتهم إليها شهوتهم{[67630]} : أما نكون على تقديره أحسن حالاً منكم وآثر عند الله في حسن العيش كما نحن في هذه الدار لأنه ما بسط لنا في هذه الدار إلا ونحن عنده أفضل منكم ، فقال تعالى منكراً {[67631]}ومكذباً{[67632]} لذلك غاية إنكار {[67633]}والتكذيب{[67634]} عائباً التحكم بالجهل{[67635]} غاية العيب نافياً للمساواة ليكون انتقاماً هو أعلى من باب الأولى مسبباً عما تقديره : ولا يكون لغير المتقين ذلك : { أفنجعل المسلمين } أي الذين هم عريقون في الانقياد لأوامرنا والصلة لما أمرنا بوصله طلباً لمرضاتنا فلا اختيار لهم معنا في نفس ولا غيرها لحسن جبلاتهم { كالمجرمين * } أي الراسخين{[67636]} في قطع ما أمرنا به أن يوصل{[67637]} وأنتم لا تقرون مثل ذلك ، بل من عاندكم نوع معاندة قاطعتموه ولو وصل الأمر إلى القتل .


[67625]:- من ظ وم، وفي الأصل: لذلك.
[67626]:- من ظ وفي الأصل: فيما.
[67627]:- من ظ وفي الأصل: فيما.
[67628]:- في ظ وم: فكانوا.
[67629]:- في ظ وم: فكانوا.
[67630]:- من ظ، وفي الأصل: شهوة.
[67631]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67632]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67633]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67634]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67635]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالحمل.
[67636]:- من ظ وم، وفي الأصل: كالراسخين.
[67637]:- زيد ما بين الحاجزين من ظ وم.