فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} (35)

{ أفنجعل المسلمين كالمجرمين } الاستفهام للتقريع والتوبيخ للكفار على هذا القول الذي قالوه وقد وبخوا وقرعوا باستفهامات سبعة أولها هذا ، والسابع { أم لهم شركاء } والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالكافرين ، وكأن العبارة مقلوبة والأصل أفنجعل المجرمين كالمسلمين لأنهم جعلوا أنفسهم كالمسلمين بل أفضل لأنه كان صناديد كفار قريش يرون وفور حظهم في الدنيا وقلة حظوظ المسلمين فيها فلما سمعوا بذكر الآخرة وما يعطي الله المسلمين فيها قالوا إن صح ما يزعمه محمد لم يكن حالنا وحالهم إلا مثل ما هي في الدنيا ، فقال الله مكذبا لهم ردا عليهم { أفنجعل } الآية والمعنى أفنجعل المجرمين مساوين للمسلمين في العطاء ، لا ، كما ذكر في آية أخرى { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } قاله علي القاري ، وبعد ذلك ليس في الآية إلا نفي المساواة ، والكفار ادعوا الأفضلية أو المساواة إلا أن يقال إذا انتفت المساواة انتفت الأفضلية بالأولى .