صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فبأي حديث بعده } أي بعد القرآن الناطق بأخبار النشأتين على نمط بديع معجز ، مؤسس على حجج قاطعة . { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به ؛ أي لا يؤمنون بشيء بعده .

والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

ثم ختم السورة بالتعجب من هؤلاء الجاحدين الذين لم يؤمنوا ولم يستجيبوا لنصح الداعي ولم يتبعوا المرسلين ، فقال :

{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

إذا لم يؤمنوا بهذه الدلائل والمعجزات ، ولم يستمعوا لهذا القرآن العظيم ، فبأي كلامٍ بعده يصدّقون .

قراءات :

قرأ الجمهور : فبأيّ حديث بعده يؤمنون بالياء . وقرأ ابن عامر ويعقوب : تؤمنون بالتاء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أبالباطل الذي هو كاسمه ، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل ؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين ؟ .

فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات ، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين{[1330]} ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه .

فتبا لهم ما أعماهم ! وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم !

نسأل الله العفو والعافية [ إنه جواد كريم . تمت ] .


[1330]:- في ب: الذي قامت عليه الأدلة والبراهين القاطعة إلا الإفك الصراح والكذب المبين.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ ويل يومئذ للمكذبين . فبأي حديث بعده } أي : بعد القرآن ، { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

قوله تعالى : " فبأي حديث بعده يؤمنون " أي إن لم يصدقوا بالقرآن الذي هو المعجز والدلالة على صدق الرسول عليه السلام ، فبأي شيء يصدقون ! وكرر : " ويل يومئذ للمكذبين " لمعنى تكرير التخويف والوعيد . وقيل : ليس بتكرار ، لأنه أراد بكل قول منه غير الذي أراد بالآخر ، كأنه ذكر شيئا فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا ، ثم ذكر شيئا آخر فقال : ويل لمن يكذب بهذا . ثم كذلك إلى آخرها . ختمت السورة ولله الحمد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

ولما أعلم هذا{[71002]} أن لهم الويل دائماً ، ذكر أن سببه عدم الإيمان بالقرآن وأن من لم يؤمن بالقرآن لم يؤمن بشيء أبداً ، فقال مسبباً عن معنى الكلام : { فبأيّ حديث } أي ذكر يتجدد نزوله على المرسل به في كل وقت تدعو إليه حاجة { بعده } أي بعد هذا القرآن الذي هو شاهد لنفسه عنه بصحة النسبة إلى الله تعالى من جهة ما حاز من البلاغة في تراكيبه بالنسبة إلى كل جملة وبالنسبة إلى نظم{[71003]} الجمل بعضها مع بعض ، وبالإخبار بالمغيبات والحمل على المعالي والتنبيه على الحكم وغير ذلك من بحور العلم ورياض الفنون ، فالله باعتبار ذلك هو الشاهد بأنه كلامه { يؤمنون * } أي يجددون{[71004]} الإيمان بسببه{[71005]} بكل ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث الذي الله شاهد بأنه كلامه بما اشتمل عليه بعد إعجازه من الدلائل الواضحة ، والمعاني الشريفة الصالحة ، والنظوم الملائمة للطبع والرقائق المرققة لكل قلب ، والبشائر {[71006]}المشوقة لكل سمع{[71007]} ، فمن لم يؤمن به لم يؤمن بحديث غيره ، فإنه لا شيء يقاربه {[71008]}ولا يدانيه{[71009]} ، فكيف بأن-{[71010]} يدعي شيء يباريه أو{[71011]} يراقيه ، ومثل هذا إنما يقال عند مقاربة اليأس من الموعوظ والعادة قاضية بحلول العذاب إذ ذاك وإنزال البأس ، فهو من أعظم{[71012]} أنواع التهديد ، فقد رجع آخرها على أولها في وعيد المكذبين ، وانطبق أولها على آخرها في إخزاء{[71013]} المجرمين - والله الهادي للصواب{[71014]} .


[71002]:من ظ و م، وفي الأصل: بهذا.
[71003]:من ظ و م، وفي الأصل: نظر
[71004]:من م، وفي الأصل و ظ: يجدد.
[71005]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[71006]:من ظ و م، وفي الأصل: المتشوقة للسمع.
[71007]:من ظ و م، وفي الأصل: المتشوقة للسمع.
[71008]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[71009]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[71010]:زيد من م.
[71011]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
[71012]:من ظ و م، وفي الأصل: عظيم.
[71013]:من ظ و م، وفي الأصل: أجر.
[71014]:سقط من ظ و م.