اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

قوله : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } . متعلق بقوله : { يُؤْمِنُونَ } .

والعامة : على الغيبة ، وقرأ ابن عامر في رواية ويعقوب{[59092]} : بالخطاب على الالتفات ، أو على الانفصال .

فصل في الكلام على الآية

قال ابن الخطيب{[59093]} : اعلم أنه تعالى لما بالغ في زجر الكفار من أول هذه السورة إلى آخرها في الوجوه العشرة المذكورة ، وحثَّ على التمسُّك بالنظر والاستدلال ، والانقياد للدين الحق ، ختم السورة بالتعجُّب من الكفار ، وبين أنهم إذا لم يؤمنوا بهذه الدلائل العقلية{[59094]} بعد تجليتها ووضوحها ، { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } .

قال القاضي : هذه الآية تدلّ على أن القرآن محدث ؛ لأن الله - تعالى - وصفه بأنه حديث ، والحديث ضد القديم ، والضدان لا يجتمعان ، فإذا كان حديثاً وجب ألاَّ يكون قديماً .

وأجيب : بأن المراد منه هذه الألفاظ ، ولا نزاع في أنها محدثة .

ختام السورة:

روى الثعلبي عن أبيِّ بن كعبٍ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ «المُرْسَلاتِ » كُتِبَ أنَّهُ لَيْسَ مِنَ المُشْرِكينَ »{[1]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[59092]:ينظر: المحرر الوجيز 5/422، والبحر المحيط 8/400، والدر المصون 6/460.
[59093]:الفخر الرازي 30/250.
[59094]:في أ: اللطيفة.