تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

{ الَّذِي كَذَّبَ } بالخبر { وَتَوَلَّى } عن الأمر .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

{ لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب } الرسول ، { وتولى } عن الإيمان .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ الذي كذب وتولى } الذين كذبوا بالقرآن "وتولى" يعني وأعرض عن الإيمان...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "لا يَصْلاها إلاّ الأشْقَى" يقول جلّ ثناؤه : لا يدخلها فيصلى بسعيرها إلاّ الأشقى ، "الذي كذّبَ وتَوَلّى" يقول : الذي كذّب بآيات ربه ، وأعرض عنها ، ولم يصدّق بها .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ الذي كذب } أي أفسد قوته العلمية بأن أوقع التكذيب بما حقه التصديق { وتولى } أي أفسد قوته العملية بأن أعرض عن الحق تكبراً وعناداً فلم يؤت ماله لزكاة نفسه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يبين من هو الأشقى . إنه : ( الذي كذب وتولى ) . . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا . ...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

ثم بين هذا بقوله : { الذي كذب وتولى } التكذيب في مقابل الخبر ، والتولي في مقابل الأمر والنهي .

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

معيار الشقاء والسعادة إذن هو الكفر والإيمان وما ينبثق عنهما من موقف عملي ، إنّه لشقي حقّاً هذا الذي يعرض عن كلّ معالم الهداية وعن كلّ الإمكانات المتاحة للإيمان والتقوى . . . بل إنّه أشقى النّاس . عبارة ( الذي كذّب وتولى ) قد يكون التكذيب إشارة إلى الكفر ، والتولي إشارة إلى ترك الأعمال الصالحة ، إذ هو ملازم للكفر ، وقد يشير الفعلان إلى ترك الإيمان ، ويكون التكذيب بنبيّ الإسلام ، والتولي الإعراض عنه .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

" الذي كذب " نبي اللّه محمدا صلى اللّه عليه وسلم . " وتولى " أي أعرض عن الإيمان . وروى مكحول عن أبي هريرة قال : كل يدخل الجنة إلا من أباها . قال : يا أبا هريرة ، ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : الذي كذب وتولى . وقال مالك : صلى بنا عمر بن عبد العزيز المغرب ، فقرأ " والليل إذا يغشى " فلما بلغ " فأنذرتكم نارا تلظى " وقع عليه البكاء ، فلم يقدر يتعداها من البكاء ، فتركها وقرأ سورة أخرى . وقال : الفراء : " إلا الأشقى " إلا من كان شقيا في علم اللّه جل ثناؤه . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : " لا يصلاها إلا الأشقى " أمية بن خلف ونظراؤه الذين كذبوا محمدا صلى اللّه عليه وسلم . وقال قتادة : كذب بكتاب اللّه ، وتولى عن طاعة اللّه . وقال الفراء : لم يكن كذب برد ظاهر ، ولكنه قصر عما أمر به من الطاعة ، فجعل تكذيبا ، كما تقول : لقي فلان العدو فكذب : إذا نكل ورجع عن اتباعه . قال : وسمعت أبا ثروان يقول : إن بني نمير ليس لجدهم{[16120]} مكذوبة . يقول : إذا لقوا صدقوا القتال ، ولم يرجعوا . وكذلك قوله جل ثناؤه : " ليس لوقعتها كاذبة{[16121]} " [ الواقعة : 2 ] يقول : هي حق . وسمعت سلم بن الحسن يقول : سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول : هذه الآية التي من أجلها قال أهل الإرجاء{[16122]} بالإرجاء ، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر ؛ لقوله جل ثناؤه : " لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب وتولى " وليس الأمر كما ظنوا . هذه نار موصوفة بعينها ، لا يصلى هذه النار إلا الذي كذب وتولى . ولأهل النار منازل ، فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، واللّه سبحانه كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به . وقال جل ثناؤه : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء{[16123]} " [ النساء : 48 ] ، فلو كان كل من لم يشرك لم يعذب ، لم يكن في قوله : " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فائدة ، وكان " ويغفر ما دون ذلك " كلاما لا معنى له . الزمخشري : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين ، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل : الأشقى ، وجعل مختصا بالصَّلي ، كأن النار لم تخلق إلا له وقيل : الأتقى ، وجعل مختصا بالجنة ، كأن الجنة لم تخلق إلا له . وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف . وأبو بكر رضي اللّه عنه .


[16120]:كذا في الأصول و أساس البلاغة للزمخشري. والذي في تفسير الفراء ولسان العرب ـ مادة كذب ـ : "لحدهم" بالحاء المهملة. وحد الرجل: بأسه ونفاذه في نجدته.
[16121]:آية 2 سورة الواقعة.
[16122]:هم المرجئة، وهم فرقة من فرق الإسلام، يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة. سموا مرجئة، لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي، أي أخره عنهم. وقيل: المرجئة فرقة من المسلمين يقولون: الإيمان قول بلا عمل، كأنهم قدموا القول، وأرجئوا العمل، أي أخروه؛ لأنهم يرون أنهم لو لم يصلوا ولم يصوموا لنجاهم إيمانهم.
[16123]:آية 48 سورة النساء.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

ولذلك وصفه بقوله تعالى : { الذي كذب } أي أفسد قوته العلمية بأن أوقع التكذيب بما حقه التصديق { وتولى } أي أفسد قوته العملية بأن أعرض عن الحق تكبراً وعناداً فلم يؤت ماله لزكاة نفسه