ثم وصف الأشقى فقال : { الذي كَذَّبَ وتولى } أي كذب بالحق الذي جاءت به الرسل ، وأعرض عن الطاعة والإيمان . قال الفراء : { إِلاَّ الأشقى } إلاَّ من كان شقياً في علم الله جلّ ثناؤه . قال أيضاً : لم يكن كذب بردّ ظاهر ، ولكن قصر عما أمر به من الطاعة فجعل تكذيباً ، كما تقول لقي فلان العدوّ فكذّب : إذا نكل ورجع عن اتباعه . قال الزجاج : هذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء ، فزعموا أنه لا يدخل النار إلاّ كافر ، ولأهل النار منازل ، فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار . والله سبحانه كلّ ما وعد عليه بجنس من العذاب ، فجدير أن يعذب به ، وقد قال : { إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } [ النساء : 48 ] فلو كان كلّ من لم يشرك لم يعذب لم يكن في قوله : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } فائدة . وقال في الكشاف : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين ، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين . فقيل : الأشقى ، وجعل مختصاً بالصلي كأن النار لم تخلق إلاّ له . وقيل : الأتقى ، وجعل مختصاً بالنجاة كأن الجنة لم تخلق إلاّ له ، وقيل : المراد بالأشقى أبو جهل ، أو أمية بن خلف ، وبالأتقى : أبو بكر الصدّيق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.