اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

فصل

قال المفسرون : المراد بالأشقى ، والشقي : الذي «كذَّب » نبي الله صلى الله عليه وسلم «وتولَّى » أعرض عن الإيمان .

وقال الفرَّاء : معناه إلاَّ مَنْ كان شقياً في علمِ الله تعالى .

قال بعضهم : «الأشقَى » بمعنى الشقي ؛ كقوله : [ الطويل ]

5229- . . . *** لَسْتُ فِيهَا بأوْحَدِ{[60357]}

«بأوحد » ، أي : بواحد ، ووحيد ، ويوضع «أفعل » موضع «فعيل » نحو قولهم : «اللهُ أكْبَرُ » بمعنى كبير وهو أهون عليه بمعنى هين ، قالت المرجئة : الآية تدل على أن الوعيد مختص بالكافر .

والجواب : المعارضة بآيات الوعيد .

وأيضاً : فهذا إغراء بالمعاصي ، وأيضاً ، فقوله تعالى بعده : { وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى } يدل على ترك هذه الظاهرة ؛ لأن الفاسق ليس «بأتقى » فالمراد بقوله تعالى : { نَاراً تلظى } أنها مخصوصة من بين النيران ؛ لأن النار دركات ، ولا يلزم من هذا أنَّ الفاسق لا يدخل النَّار أصلاً ، والمراد لا يصلاها بعد الاستحقاق .

وأجاب الواحديُّ : بأن معنى «لا يَصْلاَهَا » : لا يلزمها ، وهذه الملازمة لا تثبت إلا للكافر .


[60357]:عجز بيت لطرفة بن العبد وتمامه: تمنى رجال أن أموات وإن أمت *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد ينظر القرطبي 20/59.