جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: وأما من أعطى يومئذٍ كتاب أعماله بشماله، فيقول: يا ليتني لم أعط كتابيه،" وَلَمْ أدْرِ ما حِسابِيَهْ "يقول: ولم أدر أيّ شيء حسابيه.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يقول هذا في الوقت الذي قرأ، ورأى فيه خلاف ما كان يظن في الدنيا، ويحسب، لأنه كان يحسب أنه في الدنيا أحسن صنعا من الذين آمنوا، وأنه أقرب منزلة إلى الله تعالى كما قال {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} [الكهف: 104] فظهر له بقراءة الكتاب أنه لم يكن على ما حسب، بل قد أساء صنعه، فود عند ذلك ألا يعرف ما حسابه لئلا تظهر مساوئه.
ويحتمل أنه يتمنى أنه ترك ميتا، ولم يحي حتى كان لا يرى الحساب، ولا يعرفه.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والذين يؤتون كتابهم بشمائلهم: هم المخلدون في النار أهل الكفر فيتمنون أن لو كانوا معدومين لا يجري عليهم شيء.
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :
لأنه لا حاصل له في ذلك الحساب. إنما كلُّه عليه.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ولم} أي ويا ليتني لم {أدر} ولو حاولت الدراية {ما} أي حقيقة {حسابيه} من ذكر العمل وذكر جزائه، بل استمريت جاهلاً لذلك كما كنت في الدنيا
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(وأما من أوتي كتابه بشماله) وعرف أنه مؤاخذ بسيئاته، وأن إلى العذاب مصيره، فيقف في هذا المعرض الحافل الحاشد، وقفة المتحسر الكسير الكئيب.. (فيقول: يا ليتني لم أوت كتابيه! ولم أدر ما حسابيه! يا ليتها كانت القاضية! ما أغنى عني ماليه! هلك عني سلطانيه!).. وهي وقفة طويلة، وحسرة مديدة، ونغمة يائسة، ولهجة بائسة. والسياق يطيل عرض هذه الوقفة حتى ليخيل إلى السامع أنها لاتنتهي إلى نهاية، وأن هذا التفجع والتحسر سيمضي بلا غاية! وذلك من عجائب العرض في إطالة بعض المواقف، وتقصير بعضها، وفق الإيحاء النفسي الذي يريد أن يتركه في النفوس. وهنا يراد طبع موقف الحسرة وإيحاء الفجيعة من وراء هذا المشهد الحسير. ومن ثم يطول ويطول، في تنغيم وتفصيل. ويتمنى ذلك البائس أنه لم يأت هذا الموقف، ولم يؤت كتابه، ولم يدر ما حسابه؛ ...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
أي لم أعرِف كنه حسابي، أي نتيجته، وهذا وإن كان في معنى التمني الذي قبله، فإِعادته تكرير لأجْل التحسر والتحزن.
" كلوا واشربوا " أي يقال لهم ذلك . " هنيئا " لا تكدير فيه ولا تنغيص . " بما أسلفتم " قدمتم من الأعمال الصالحة . " في الأيام الخالية " أي في الدنيا . وقال : " كلوا " بعد قوله : " فهو في عيشة راضية " لقوله : " فأما من أوتي " و " من " يتضمن معنى الجمع . وذكر الضحاك أن هذه الآية نزلت في أبي سلمة عبدالله بن عبد الأسد المخزومي ، وقاله مقاتل . والآية التي تليها في أخيه الأسود بن عبد الأسد ، في قول ابن عباس والضحاك أيضا ، قاله الثعلبي . ويكون هذا الرجل وأخوه سبب نزول هذه الآيات . ويعم المعنى جميع أهل الشقاوة وأهل السعادة ، يدل عليه قوله تعالى : " كلوا واشربوا " . وقد قيل : إن المراد بذلك كل من كان متبوعا في الخير والشر . فإذا كان الرجل رأسا في الخير ، يدعو إليه ويأمر به ويكثر تبعه عليه ، دعي باسمه واسم أبيه فيتقدم حتى إذا دنا أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض ، في باطنه السيئات وفي ظاهره الحسنات فيبدأ بالسيئات فيقرأها فيشفق ويصفر وجهه ويتغير لونه فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه سيئاتك وقد غفرت لك " فيفرح عند ذلك فرحا شديدا ، ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته فلا يزداد إلا فرحا ، حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه حسناتك قد ضوعفت لك " فيبيض وجهه ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه ، ويكسى حلتين ، ويحلى كل مفصل منه ويطول ستين ذراعا وهي قامة آدم عليه السلام ، ويقال له : انطلق إلى أصحابك فأخبرهم وبشرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فإذا أدبر قال : هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه . قال الله تعالى : " فهو في عيشة راضية " أي مرضية قد رضيها " في جنة عالية " في السماء " قطوفها " ثمارها وعناقيدها . " دانية " أدنيت منهم . فيقول لأصحابه : هل تعرفوني ؟ فيقولون : قد غمرتك كرامة ، من أنت ؟ فيقول : أنا فلان بن فلان أبشر كل رجل منكم بمثل هذا . " كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية " أي قدمتم في أيام الدنيا .
وإذا كان الرجل رأسا في الشر ، يدعو إليه ويأمر به فيكثر تبعه عليه ، نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى حسابه ، فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات ، فيبدأ بالحسنات فيقرأها ويظن أنه سينجو ، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه حسناتك وقد ردت عليك " فيسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط من الخير ، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا حزنا ، ولا يزداد وجهه إلا سوادا ، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه سيئاتك وقد ضوعفت عليك " أي يضاعف عليه العذاب . ليس المعنى أنه يزاد عليه ما لم يعمل - قال - فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه ، ويكسى سرابيل القطران ويقال له : انطلق إلى أصحابك وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فينطلق وهو يقول : " يا ليتني لم أوت كتابيه . ولم أدر ما حسابيه . يا ليتها كانت القاضية " يتمنى الموت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.