الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ قَدَّرۡنَٰهَا مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} (57)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فأنجيناه} من العذاب {وأهله}... ثم استثنى، فقال سبحانه: {إلا امرأته} لم ننجها {قدرناها} يقول: قدرنا تركها {من الغابرين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فأنجينا لوطا وأهله -سوى امرأته- من عذابنا حين أحللناه بهم، ثم "قَدّرْناها "يقول: فإن امرأته "قدرناها": جعلناها بتقديرنا "مِنَ الغابِرِينَ": من الباقين.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين} فيه دلالة أن غير الزوجة يجوز أن تسمى أهلا. قال عامة أهل التأويل: أهله بناته.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وأخبر أنه "قدرناها من الغابرين "أي جعلها من الغابرين لأن جرمها على مقدار جرمهم، فلما كان تقديرها كتقديرهم في الإشراك بالله جرت مجراهم في إنزال العذاب بهم. وقيل: "قدرناها" أي بما كتبنا إنها من الغابرين.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{قدرناها من الغابرين} أي قضينا عليها أنها من الباقين في العذاب.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

قال الله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: من الهالكين مع قومها؛ لأنها كانت ردءًا لهم على دينهم، وعلى طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة، فكانت تدل قومها على ضيفان لوط، ليأتوا إليهم، لا أنها كانت تفعل الفواحش تكرمة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لا كرامة لها.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

الفاء للترتيب والتعقيب، أي أنه سبحانه قرر هلاكهم وقرر النجاة للوط وآله، فكان معقبا أو مقارنا لتقرير الهلاك، وهو أقرب من التعقيب، وإليك خبر الهلاك، وطلب النجاة فقد جاء في سورة هود من مخاطبة الملائكة للوط عليه السلام: {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)} [هود]

أنجى الله تعالى لوطا وأهله بأن أمرهم بأن يسروا من البلد ليلا، واستثنى امرأته لأنها من الغابرين من الماضين، وظاهر أن ما كان منها هو الشرك، وعدم إنكارها لأفعالهم الخبيثة، فعدم الإنكار لجريمة بشعة معلنة قد جاهروا رضا بها، فهى معهم في الشرك أو الرضا، بتلك الفاحشة الفحشاء، ولذا قال قدرناها من الغابرين، أي عددناها منهم.