الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{۞فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (56)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فما كان جواب قومه} قوم لوط حين نهاهم عن المعاصي {إلا أن قالوا} بعضهم لبعض {أخرجوا ءال لوط} يعني: لوطا وابنتيه {من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}... يتنزهون عن إتيان الرجال، فإنا لا نحب أن يكون بين أظهرنا من ينهانا عن عملنا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فلم يكن لقوم لوط جواب له، إذ نهاهم عما أمره الله بنهيهم عنه من إتيان الرجال، إلا قيل بعضهم لبعض:"أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" عما نفعله نحن من إتيان الذكران في أدبارهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إنهم أناس يتطهرون}. دل هذا منهم أنهم قد علموا أن ما يأتون ويعملون أنه خبث وفحش ومنكر حين قالوا: {إنهم أناس يتطهرون}. ثم يحتمل قوله هذا وجوها: أحدهما: أنهم قالوا ذلك استهزاء منهم بهم والثاني: {قالوا أخرجوا آل لوط} فإنهم يستقذرون أعمالنا وأفعالنا. الثالث: على التحقيق: {إنهم أناس يتطهرون}.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وأخبر الله تعالى عن قوم لوط أنهم تركوا في جوابهم طريق الحجة وأخبروا بالمبالغة فتآمروا بإخراجه وإخراج من آمن معه ثم ذموهم بمدحه، وهي «التطهر» من هذه الدناءة التي أصفقوا هم عليها...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم إنه تعالى بين جهلهم بأن حكى عنهم أنهم أجابوا عن هذا الكلام بما لا يصلح أن يكون جوابا له فقال: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} فجعلوا الذي لأجله يخرجون أنهم يتطهرون من هذا الصنيع الفاحش وهذا يوجب تنعيمهم وتعظيمهم أولى لكن في المفسرين من قال: إنما قالوا ذلك على وجه الهزء.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

وأشار إلى تغاليهم في الجهل وافتخارهم به بما سببوا عن ذلك بقوله: {فما كان جواب قومه} أي لهذا الكلام الحسن لما لم يكن لهم حجة في دفعه بل ولا شبهة {إلا أن} صدقوه في نسبته لهم إلى الجهل بأن {قالوا} عدولاً إلى المغالبة وتمادياً في الخبث {أخرجوا آل لوط} فأظهر ما أضمره في الأعراف لأن الإظهار أليق بسورة العلم والحكمة وإظهار الخبء، وقالوا؛ {من قريتكم} مناً عليه بإسكانه عندهم؛ وعللوا ذلك بقولهم: {إنهم} ولعلهم عبروا بقولهم: {أناس} مع صحة المعنى بدونه تهكماً عليه لما فهموا من أنه أنزلهم إلى رتبة البهائم {يتطهرون} أي يعدون أفعالنا نجسة ويتنزهون عنها.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فماذا كان جواب قوم لوط على هذا الاستنكار للانحراف، وهذا التوجيه إلى وحي الفطرة السليمة؟

كان جوابهم في اختصار أن هموا بإخراج لوط ومن سمع دعوته وهم أهل بيته -إلا امرأته- بحجة أنهم أناس يتطهرون!

فما كان جواب قومه إلا أن قالوا: أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم ناس يتطهرون.

وقولهم هذا قد يكون تهكما بالتطهر من هذا الرجس القذر. وقد يكون إنكارا عليه أن يسمى هذا تطهرا، فهم من انحراف الفطرة بحيث لا يستشعرون ما في ميلهم المنحرف من قذارة. وقد يكون ضيقا بالطهر والتطهر إذا كان يكلفهم الإقلاع عن ذلك الشذوذ!!

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ومن عدل الله تعالى أن يظهر في منطقهم دليل إدانتهم وخبث طباعهم، فكلمة {يتطهرون} التي نطقوا بها تعني: أنهم أنفسهم أنجاس تزعجهم الطهارة، وما أحل الله من الطيبات، وكأن الحق تعالى يجعل في كلامهم منافذ لإدانتهم، وليحكموا بها على أنفسهم.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية:... -بيان سنة أن المرء إذا أدْمن على قبح قول أو عمل يصبح غير قبيح عنده.